مقالات

بيان ترامب حول إنهاء الحرب على غزة: فرصة تاريخية لإنهاء المعاناة \ كتبت لارا الاحمد

أثار البيان الأخير للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا فيه إلى إنهاء الحرب على غزة، موجة واسعة من الاهتمام والدعم على المستويين الإقليمي والدولي. فقد جاءت دعوته في لحظة حساسة، بعد أشهر طويلة من التصعيد العسكري الذي خلف آلاف الضحايا والدمار الهائل في القطاع، وفتح الباب أمام مبادرة سياسية يمكن أن تضع حداً لأحد أعقد النزاعات في المنطقة.

ما يلفت النظر في هذا السياق هو حجم الدعم العربي الذي تلقته الخطة المقترحة، إذ سارعت دول محورية مثل قطر والمملكة العربية السعودية إلى إعلان ترحيبها بالخطوة، مؤكدة أن الأولوية اليوم هي وقف نزيف الدم وتهيئة الظروف لسلام عادل وشامل. ويعكس هذا الموقف إجماعاً عربياً متزايداً على ضرورة إيجاد مخرج سياسي يضمن حماية المدنيين ويعيد الأمل لشعب عانى طويلاً.

في المقابل، خرجت أصوات قوية من داخل غزة نفسها، حيث ناشد السكان قيادات حركة حماس بالموافقة على الخطة وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية. فالأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني جعلت الناس يرفعون أصواتهم عالياً، مطالبين بإنهاء المعاناة اليومية من دمار وتشريد وفقدان للأرواح.

التحذيرات كانت واضحة: في حال رفض حماس لهذه المبادرة، فإن ذلك سيُعتبر بمثابة حكم بالإعدام على الشعب الفلسطيني المحاصر، حيث لا أفق لأي حل عسكري يمكن أن ينهي المعاناة. وفي الوقت ذاته، فإن القبول بالخطة قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وبدء مسار سياسي أكثر استقراراً.

اليوم، تقف غزة عند مفترق طرق تاريخي. فإما أن تستجيب القيادات لصوت شعبها وتستثمر هذا الدعم العربي والدولي لإنهاء الحرب، أو أن تستمر دوامة الموت والدمار التي أرهقت الجميع. ويبقى الأمل معقوداً على أن يسود صوت الحكمة والعقلانية، لتنتصر الحياة على حساب الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى