
فرنسا تنهار: الحكومة عاجزة والدرس الزائف يكشف هشاشتها
بقلم الدكتور جيلبير المجبر
فرنسا تنهار والحكومة تستقيل والفوضى تتسلل. البلاد على حافة الانهيار. هذا الصباح استقال سيباستيان ليكورنو وقبل إيمانويل ماكرون استقالته، نقطة النهاية. ليست مجرد استقالة، بل إنذار أحمر يصرخ في وجه الجميع بأن الدولة على هاوية لا يمكن تجاهلها. حكومة ليكورنو لم تولد أصلاً، تشكلت بعد سقوط حكومة فرانسوا بايرو، وكانت تعد بالاستقرار والتجديد، لكنها منذ البداية كانت مليئة بالصراعات والانقسامات والضعف المؤسسي. الجمهوريون يصرخون بالخيانة، والمعارضة تفرح، والوزراء المعاد تعيينهم مثل برونو لو مير وإليزابيث بورن يجسدون الجمود والعجز التام عن اتخاذ أي قرار. كل قرار أصبح ساحة حرب. الهجرة، الميزانية، الأمن، لا شيء يمر، كل شيء يتوقف، كل شيء يقسم.
استقالة ليكورنو ليست مجرد حدث سياسي، إنها صدمة غير مسبوقة. الأغلبية تنهار، السلطة التنفيذية تضعف، وفرنسا معلقة على سؤال حارق: من سينقذ هذا البلد؟ الوضع حرج، الثقة تتآكل، الاقتصاد يرتجف، والشعب يراقب والفوضى تتسرب إلى كل زاوية.
الأدهى من ذلك، أن هذه الطبقة السياسية، التي عاجزة عن حماية نفسها أو إصلاح الدولة، تجرؤ على إعطاء الدروس للآخرين. تعلم الشعوب والنظم كيف تعيش وكيف تحكم بينما هي نفسها عاجزة عن مواجهة أزماتها. هذا التناقض يكشف هشاشتها الحقيقية ويفضح كل شعاراتها.
الحل ضرورة لا خيار، يجب التحرك سريعاً وبقوة، وإلا ما نراه اليوم ليس سوى البداية. فرنسا ضعيفة، ضعيفة جداً، والبلاد قد تدفع ثمن هذه الأزمة باهظاً.