المسلسل المغربي ”بين القصور” الأكثر بحثا على ”غوغل تريندز” بالمغرب
استطاع المسلسل الاجتماعي ”بين القصور”، في أولى حلقاته أن يجذب انتباه جمهور قناة “MBC5” بشكل ملحوظ، وأن يحظى بإشادة كبيرة وواسعة من قبل رواد منصات التواصل الاجتماعي.
وأدى تصاعد الأحداث وتفاعل الجمهور مع مسلسل “بين القصور”، إلى تحقيقه نجاح باهر واحتلاله الرتبة الثانية في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة بالمغرب على منصة شاهد، في رمضان 2024.
بالإضافة إلى ذلك، منذ انطلاق المسلسل، لم يكن “بين القصور” فقط محط اهتمام الجماهير على الشاشة، بل أيضًا على الإنترنت، حيث تصدرت كلمات المسلسل قوائم البحث عبر منصة “غوغل تريندز”، هذا يعكس الجدية والتفاعل الكبير الذي أثاره المسلسل في قلوب المشاهدين، ويعزز مكانته كأحد أبرز الأعمال التلفزيونية التي تتمتع بشعبية كبيرة في المغرب.
كما يعزى هذا النجاح إلى قدرة مسلسل ”بين القصور” على تناول قضايا تجسد واقع المشاهد المغربي بشكل ملموس ومعاصر، في أجواء شيقة من الدراما الاجتماعية المشوقة، كما أن جودة السيناريو والأداء الاستثنائي والمبدع للممثلين الذين أثروا القصة والشخصيات التي جسدوها، وهنا يأتي دور المخرج في توجيه هذه المكونات ببراعة، حيث استطاع تحقيق توازن مثالي بين الجوانب الفنية والسردية للقصة، وتوجيه الأداء الاستثنائي للممثلين بشكل يبرز مواهبهم ويعزز قوة التأثير الدرامي للعمل.
تدور أحداث المسلسل، حول قرار “سكينة” بالفرار مع عائلتها من تهديدات شقيق زوجها الراحل، واختيارها العودة إلى حي “بين القصور” الشعبي، حيث نشأت وتربت، لكن “سكينة” تواجه تحديًا كبيرًا في إقناع ابنتها “عفاف” وابنها “مروان”، بالإضافة إلى خادمتها “وردة”، بترك حياة الرفاهية في طنجة والانتقال للعيش في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء.
المُسلسل من تأليف بشرى ملاك، وإخراج هشام الجباري، ويضم فريقًا من الممثلين المتميزين مثل هدى ريحاني، محمد خييي، السعدية لديب، فرح الفاسي، عزيز حطاب، أنس بسبوسي، أكرم سهيل، وغيرهم الكثير…
عند الفلسطيني من غزة خاصة أصبحت غزة بلا معالم مادية أو ثقافية أو روحية أو بشر فأضحت كغيرها من الامكنة!؟
عندما يفقد الأهل والمكان والمعالم الحضارية المرتبطة تصبح سبل العيش المادي والنفسي-الروحي للفلسطيني في حالة حطام وربما اغتراب، وعليه تصبح الهجرة (المسماة الطوعية) مطلبًا أساسيًا، لاسيما وأنه خلال شهور الحرب الستة حتى الآن قد هاجر خارج قطاع غزة ما يقارب 100 ألف مواطن فلسطيني حسب المصادر الإسرائيلية.
دعني أعرض لك ما قد يقول الفلسطيني الغزّي لنفسه حين يرى الدمارالهائل بسبب التدمير الصهيوني الممنهج، يقول لنفسه: ما الفرق بين غزة الآن، غزة الكارثة وحيث لا بشر ولا أهل ولا بيت ولا معالم ولا عمل ولا أمل، وبين غيرها في العالم مادام الصندوق المخزون الممتليء بالذكريات (صندوق الذكريات) عندي لا يجد له على الأرض -مما كان قبل الكارثة- ما يستثيره أو يحفزه او يقنعه بالبقاء؟!
إن غزة التي أعرفها ماديًا ارتحلت الى الأبد!؟ أما غزة التي أعرفها في صندوقي، صندوق ذكرياتي، فإنني أحمله وأحملها أنّا حللت وأنا ارتحلت! فتتساوى مقومات البقاء مع مقومات الرحيل وربما يختار الرحيل لأن الأمل بالخارج قد يكون أوسع، خاصة إن ظلت غزة تراوح بين الدمار وعدم الإعمار .
إن عملية التدمير المادي للإنسان تأخذ معها السياق الروحي والنفسي المرتبط بالناس ولواعج النفس، وبالمكان بمعنى أن المكان، ومعالم المكان الخاصة وتلك الحضارية الثقافية (وترابطاتها الذاتية لكل شخص) التي تشكل الجاذب والحافز والدافع والمؤثربالثبات، تفقد تأثيرها بالنفس مرتبطة بالشعور بالقهروالألم وقلة الحيلة.
ومن هنا فإننا نناشد كل القوى السياسية والثقافية والاقتصادية والنفسية، والمجتمعية أن تتكاتف معًا، وتشكل مجموعات عمل خاصة، لتجعل من غزة القادمة محققة لعنصر الثبات للفلسطيني على أرضه، وألا تشكل فيما أوضحناه سببًا للتقبل الذاتي النفسي لعملية النزوح او الهجرة (الطوعية)، وكل ذلك في رقبة القائد السياسي الذي لم ينتبه لعمق الكارثة والدمار الإبادة بما فيها الثقافية والنفسية التي فاقت النكبة الأولى، ولم ينتبه لعنصر الناس والثبات، وذلك في تفكيره المحدود بحثًا عن نصر شكلي!