في طريق العودة الى الماضي … في عبور المنتصف لواحة الأمل \ أسامة العويد
إنها الساعة الرابعة بتوقيت العاصمة بيروت؛ إنها السارقة من الرابعة خمس من الدقائق في جبال عكار حيث قرر الربيع أن يسيطر على كل مشهد خضار ويخطّ أجمل أسماء الزهور في مرج الطفول التي قررت أن أحتلها اليوم ولكن؟!
” رهف ” ٦ سنوات هنا تجمع زهور رمضان الى معلمتها .. هكذا تقول وهي تلاعب أطفال أمها وأبيها في درب جبلي طفولي لعبنا فيه منذ ثلاثين عاماً.. لم تتغير فطرتنا الطيبة رغم كل الملوثات من أطفال الايام الصعبة هذه على شاشات الجوالات دون رقابة الأب المنهك في العمل والأم المشغولة في فناء العمل بالتاوزي مع الرجل…
يُفطر الأب اليوم والأم على مائدة الطعام الجاهز؛ أما الأطفال فقد كبروا قبل أن يكبروا .. كل شيء تغير الاّ رائحة الربيع الصادقة التي ما زالت على العهد؛ كل الحجارة البشرية التي مضت يوماً صك اللقاء .. أخلفت وتعبت ثم ولد الطفل يتيماً ولكن ليس من الابوين بل من التربية فضاع في مهالك الحياة واختفى خلف شبابيك الأيام…
“رهف” ما زالت تلعب مع اخوها الأصغر ” قيس” والكل ينتظر وطناً قلنا يوماً أن الآتي أجمل لكن …
اذا ما قررنا العودة لرائحة الربيع وأيامنا علينا أن نقول أننا بشر؛ بعد عشرين عاماً لا بد من أن نعترف أننا أخطئنا ربما في الكثير من الأمور وأصبنا – مع حمل الرضى الذي لا يجب أن يفارقنا – فلنهدي لأجيال ستأتي في وطننا لبنان شيئاً من الراحة النفسية ولنقل لهم .. عودوا الى الأخلاق التي خسرناها وارضوا بالقليل ولا تبحثوا عن السعادة في القصور فربما هي في صخرة بسيطة وتلة جمعتنا فيها يوماً زهورنا وقليلاً من طعام الفطور ؛ ثم أعلن المؤذن نهاية النهار و اختلطت الذكريات بشهر الخير ورائحة الماضي وواقع الآتي ولم نترك أنفسنا في منتصف المحرقة بل عبرنا بقوتنا الى سعادة منقوصة ربما ولكن أن تأتي متأخراً خير من كل شيء و تكتب الايام سطوراً لا ندري ماذا غداً؛ لقد ملكنا من الثقة الكثير بمن نحب وبمن طبقوا الحب فينا سنين ولا نخاف من كل ما هو آت اذا ما بقينا في دائرة الله الصادقة…
الى اللقاء
أسامة العويد
لبنان الوطن