
لبنان ينتظر والصبر من عزم الأمور \ عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان
ماذا ينتظر لبنان بنهاية العام الحالي…
سؤال يتردد على مستوى المواطن العادي ، ومن خلال الترددات التي تتزاحم على السنة السياسيين وذوي الاختصاصات؟
وماذا عن تغيير وجه المنطقة بناء على النتائج العسكرية الذي يشهدها الشرق الأوسط في قطاع غزة ولبنان خاصة ؟؟
وفي الساعات الماضية كثر الحديث عن تحرك سوري بعد أن ألقت السلطات السورية مقاليد مستقبلها في الحضن الأميركي حتى ولو دخل الرئيس السوري الى البيت الابيض من الباب الخلفي ، ومتى وكيف هي الخطوات السورية من خارطة الشرق الأوسط الجديد، وواقع الميليشيات السورية باتجاه لبنان في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي تزداد عدوانية وشراسة متصاعدة لتتلاقى مع جهود أميركية من خلال توافد الأميركيين الى لبنان والتي تكتمل بوصول السفير الاميركي الجديد اللبناني الأصل ابن بلدة بسوس ميشال عيسى، وماذا عن المهل المتبقية امام لبنان لاقفال ملف سلاح المقاومة وهي مهل غير مفتوحة
وكان لافتاً البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي والامم المتحدة الصادر يوم الجمعة الماضي والذي يدعو الى عدم تشجيع السوريين للبقاء في لبنان بل حثهم للعودة إلى سورية وان الاسباب التي جعلتهم ينزحون الى لبنان لم تعد قائمة
وتشير التقديرات اللبنانية الى عدد اللاجئين السوريين في لبنان يبلغ حوالي ١.٨ مليون بينهم ٨٨٠ الف مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و ١٣,٧١٥ لاجئ من جنسيات أخرى!! ويخشى كثيرون من تطاير شرارات الأحداث الدموية التي تجري بين الفينة والاخرى في سورية وتبقى العلاقات اللبنانية السورية في الوقت الراهن في مرحلة انتقالية دقيقة لتميز بحذر متبادل مثل ترسيم الحدود واللاجئين ، وتبذل حاليا الجهود لايجاد مرحلة جديدة تبتعد عن منطق القطيعة او التطبيع الكامل لاختبار النوايا من خلال خطوات فعلية وليس مجرد اقوال، ولا ننسى الجهود السعودية لتعزيز العلاقات اللبنانية السورية
لذلك ما على اللبنانيين الا الانتظار ولا شيء يملكون سواه، والانتظار الذي يمتد فيه الامل ويتقلص فيه الواقع، وهو لحظات من الساعات وربما الشهور حتى يصبح الوقت اطول من العادة ، والصبر في محاربة الظلم والعدوان شجاعة وعكسه الجبن ، ويقول القرآن الكريم :”وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ (177) البقرة”، “وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ (٣٥) الحج “
والصبر بالتأكيد هو من عزم الامور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٥/١١/١٧
