
العلاقات العامة والإعلامية: تشابه في الهدف، اختلاف في الوسيلةبقلم باسل هيثم كبارة
في عالم الاتصال المؤسسي، كثيرًا ما يُخلط بين مفهومي العلاقات العامة والعلاقات الإعلامية، رغم أن لكل منهما دورًا مميزًا وأسلوبًا خاصًا في إيصال الرسائل وبناء الصورة الذهنية للمؤسسة.
العلاقات العامة هي منظومة شاملة تهدف إلى بناء علاقات متينة ومستدامة بين المؤسسة وجمهورها الواسع من أصحاب المصلحة، مثل الموظفين، العملاء، الشركاء، والمجتمع المحلي. لتحقيق هذا الهدف، يعتمد المتخصصون في العلاقات العامة على مجموعة متنوعة من الوسائل، منها منصات التواصل الاجتماعي، الندوات الإلكترونية، الفعاليات الخاصة، وحتى الحملات التوعوية، وذلك لضمان تواصل مباشر وفعّال مع مختلف الفئات.
أما العلاقات الإعلامية، فهي فرع متخصص ضمن العلاقات العامة، يركّز بشكل أساسي على التواصل مع وسائل الإعلام. الهدف هنا هو إيصال رسائل المؤسسة عبر قناة واحدة رئيسية، وهي الصحافة والإعلام، من خلال إصدار البيانات الصحفية، تنظيم المؤتمرات الصحفية، والتواصل المستمر مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
ورغم أن الهدف المشترك بين المجالين هو تعزيز صورة المؤسسة وبناء الثقة، إلا أن الفرق الجوهري يكمن في اتساع نطاق العلاقات العامة وتعدد أدواتها، مقابل تركيز العلاقات الإعلامية على قناة واحدة محددة.
إن فهم هذا الفرق لا يساعد فقط في تحديد الاستراتيجية الأنسب للتواصل، بل يساهم أيضًا في تحقيق نتائج أكثر دقة وفعالية في إيصال الرسائل المؤسسية للجمهور المستهدف.
