
ضربات القوات الأوكرانية على المطارات الروسية: التداعيات السياسية – هل يجب الانسحاب من المفاوضات؟ \ كتب د.. زياد منصور
من الناحية العسكرية، العملية الناجحة للأوكران ضد المطارات على الأرجح لن تؤثر على الوضع في الجبهة، فيما يتعلق بتنفيذ ضربات صاروخية داخل عمق الأراضي الأوكرانية.
السبب بسيط – عدد الطائرات الاستراتيجية المخصص لهذه الضربات فائض جدا لدى الروس، ولذلك تدمير حتى عدد قليل من الطائرات لن يؤثر على مصير جنود القوات الأوكرانية أو على البنية التحتية في الخلف.
أما الجانب الثاني المهم لهذه العملية فهو سياسي بحت. فالخصم كان يعلم جيدًا أنه غير قادر على توجيه ضربة شاملة للقوات الجوية الروسية، وكانت مهمته الأساسية سياسية.
من اللافت للنظر أنه بمجرد ظهور أخبار الضربة في وسائل الإعلام، بدأ جهاز المعلومات النفسي الأوكراني (IPSO) على الفور هجومًا إعلاميًا، مبالغًا عمدًا في أعداد الخسائر والمواقع التي تم استهدافها. كما تم طرح فكرة أن الرد المناسب من روسيا على هذه الضربة يجب أن يكون الانسحاب من العملية التفاوضية وربما حتى ضرب نووي لأوكرانيا.
أما بخصوص الضربة النووية، فلا شك أن (كييف، أو بالأحرى لندن، تنتظر فقط هذه الخطوة لتوجيه هزيمة دبلوماسية لروسيا وحصارها من كل الجهات عبر هذه الخطوة). فعليًّا هي بلا معنى من الناحية العسكرية ، وسيكون الرد السياسي على روسيا في هذه الحالة فيه من الخسائر الكلية والنهائية .
أما السؤال الآن حول الاستمرار أو الانسحاب من المفاوضات، فهو جديد. ومن الواضح أن الخصم يريد من روسيا أن تتصرف بعاطفة وتضرب على الطاولة ونقول “كفى”. وسيُفسر ذلك على أنه رفض من موسكو للاستمرار في المفاوضات، مما سيعيد وحدة الغرب في الحرب ضدها (وسينهي أي حجج لدى ترامب لوقف الدعم العسكري لكييف).
أفضل رد فعل (ومن الواضح أنه ما تم اختياره) هو التظاهر بعدم وقوع شيء غير عادي والاستمرار في المسار السياسي المعتاد. مع الإقرار في السر بأن هذا النظام “يجب القضاء عليه نهائيًا”، ومنعه من البقاء.
أما الضربة على المطارات فيجب استغلالها لرفع الرهان السياسي في المفاوضات، ولفك القيود عن ضربات تستهدف البنية التحتية في أوكرانيا. ومن المنطقي جدًا محاولة تدمير جسور السكك الحديدية عبر نهر دنيبر .
خصوصًا أن ألأوكران قد فجروا اليوم أربعة جسور على الأراضي الروسية الحدودية.
إذن التهويل بالضربة النووية هو تهويل غربي ، ويواجه بتأن روسي وعناية مفرطة ( الأوروشنيك هو البديل عن النووي) ، وفعليا هو يكفي.