
تساؤلات متزايدة حول الفصائل المسلحة: ما الثمن؟ \ كتبت لارا الاحمد
في ظل النزوح الجماعي، والدمار الواسع، والمعاناة الاقتصادية المتفاقمة، بات العديد من الفلسطينيين يطرحون تساؤلات حقيقية حول جدوى أفعال الفصائل المسلحة، والنتائج التي تترتب عليها على أرض الواقع. فبينما لا تزال كلمات الفخر بصمود المقاتلين وشجاعتهم تتردد في الخطاب العام، بدأ صوت مختلف يتصاعد بهدوء لكنه بثبات، يتساءل: ما قيمة الشرف إذا لم يتبقَ لنا وطن نعود إليه؟ وما نفع المقاومة إذا عجزنا عن تأمين لقمة العيش لأطفالنا؟
يقول أحد السكان النازحين، وقد تهجّر من مخيمه بعد تصعيد عنيف: “المقاتلون يُظهرون قوة وشجاعة، لكنهم في النهاية يغادرون المواقع ويتركوننا نحن المدنيين وحدنا نواجه الألم والخسارة والدمار.”
هذا الشعور بالخذلان لا ينفي في كثير من الأحيان احترام الناس لمن يقاتلون، لكنه يعكس معضلة حقيقية بين الفخر الوطني والواقع المرير. فمعاناة الناس اليومية من فقدان منازلهم، وانهيار البنية التحتية، وانعدام فرص العمل، تدفعهم للتساؤل عمّن يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، ومن سيدفع الثمن في نهاية المطاف.
ويؤكد العديد من المواطنين أن المقاومة لا يمكن أن تنفصل عن مسؤولياتها الاجتماعية تجاه المدنيين، وأن الكفاح من أجل التحرر لا يعني التخلي عن الشعب في أوقات الشدة. في المقابل، يرى بعض المؤيدين للفصائل المسلحة أن ما يحصل هو “ثمن طبيعي للحرية”، وأن الاحتلال هو المسؤول الأول والأخير عن المعاناة. إلا أن هذا الخطاب لم يعد كافياً لطمأنة من خسروا كل شيء، ويبحثون عن إجابات حقيقية.
بين نار الاحتلال وضغوط الحياة وانقسامات الداخل، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام سؤال كبير يزداد ثقله يوماً بعد يوم: إلى متى سندفع هذا الثمن؟ وهل هناك طريق يجمع بين الكرامة الوطنية والحياة الكريمة؟