
الفرق بين الوطنيين وغيرهم: الدفاع عن الوطن أم الولاء للحزب؟ \ كتبت لارا الاحمد
في قلب كل شعب حرّ، ينبض حبّ الوطن ويزدهر الإيمان بالهوية، وتعلو راية الانتماء الوطني فوق كل راية حزبية أو فئوية. فالوطني الحقيقي هو من يضع فلسطين وهويتها وتاريخها ومعاناة شعبها نصب عينيه، ويضحّي بالغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض والكرامة. الوطني لا يميّز بين فصيل وفصيل، ولا ينتظر مكسباً سياسياً أو نفوذاً حزبياً، بل يكون على استعداد لتقديم حياته فداءً للوطن.
في المقابل، هناك من يضع الولاء الحزبي أو الأيديولوجي فوق مصلحة الوطن. وهنا تظهر الفجوة الواضحة بين الوطنيين، الذين يرون فلسطين كلّ لا يتجزأ، وبين جماعات مثل حركة حماس، التي تنطلق في مواقفها من منطلقات أيديولوجية ضيقة. هذه الجماعات، وإن رفعت شعارات المقاومة، إلا أن ممارساتها على الأرض كثيراً ما تكشف عن حرص أكبر على حماية وجودها السياسي وهيمنتها الداخلية، ولو على حساب وحدة الصف الوطني وسلامة المدنيين.
تتجلى هذه المعضلة عندما تُقدَّم مصالح الحزب على حساب معاناة الناس، وتُختطف القرارات المصيرية باسم “المقاومة” بينما يعيش الشعب تحت القصف، بلا حماية حقيقية، ولا أفق سياسي واضح. بينما يختبئ قادة الأحزاب في مواقع محصّنة، يترك الأبرياء يواجهون الموت، ويدفع الأطفال ثمن الحسابات الفئوية.
الوطني لا يستثمر في معاناة شعبه، ولا يتاجر بالدماء لتحقيق مكاسب سياسية. الوطني يُدرك أن تحرير الأرض لا يكتمل إلا بتحرير الإرادة من قبضة الانقسام. ففلسطين، بتاريخها العريق وكرامة شعبها، تستحق من يُضحّي لأجلها، لا من يُضحّي بها.
الخلاصة أن الفرق بين الوطنيين وغيرهم هو أن الأول مستعد ليخسر كل شيء من أجل الوطن، والثاني مستعد ليخسر الوطن من أجل أن لا يخسر شيئاً.