
قصيدةُ تحريرِ دمشق* \ ✍️ بقلمالأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي
..وزغردتِ المآذنُ في دمشقٍ
وعانقتِ السماءَ بفجرِ عيدِ
وأُطربتِ المدائنُ يوم فتحٍ
كمثلِ لقاء أمٍّ بالوليدِ
وهللتِ النسائمُ في صباحٍ
وكبّرتِ الحناجرُ بالقصيدِ
بفضلِ الله..قد فُكّتْ شآمٌ
من السفّاحِ والمكرِ العنيدِ
وأُقسمُ صادقًا من غير حنثٍ
بأن الشرقَ يولدُ من جديدِ
وفُتّحتِ السجونُ بفأسِ عدلٍ
وأُخرجتِ الحرائرُ من حديدِ
تدفقتِ المشاهدُ مفجعاتٍ
هو التنكيلُ من دأب العبيد
وأهوالُ الزنازنِ ناطقاتٌ
بتعذيبٍ .. وتذويبِ الأسيدِ
عقودٌ من ملاحمَ ضارياتٍ
وطعمُ القهرِ آلَ إلى الحفيدِ
وقد أطّتْ سجونُ البعثِ أطًّا
وفاضتْ بالدماء من الوريدِ
ونهرُ الشام أحمرُ من جحيمٍ
فقد صبغوهُ من طحنِ الشهيدِ
فمكبسهم بصدنايا دليلٌ
على ألوان بطشٍ من عميدِ
ومنشارٌ وأسلاكٌ تدلّتْ
وخُيِّبَ “كلُّ جبار عنيدِ”
وأين قصورُ مَن زعمَ امتدادًا
إلى “أبدٍ”.. ! فصار إلى الحصيدِ
هو “التكبيرُ” ليسَ يخيبُ يومًا
برغم القهرِ والخطبِ الشديدِ
له الآفاقُ قد خرَّت سجودًا
إلى الأذقانِ في يومٍ مجيدِ