من انطوان داوود الى كمال عدوان فاسماعيل هنية.
بكر أبوبكر
لم أجفلُ يومًا حين يتعلق الأمر بالشهادة أو الأسر أو جرحى النضال فهي قد أصبحت وصفة عربية فلسطينية خالصة ونهاية محتملة للمناضل الثائر. وما كان الاستئثار بأي من الثلاثة أي الشهادة او النضال أو الأسْر بسِمَة لازمة لفصيل أوحد مطلقًا، وانما هي معنى التضحية التي يقوم بها المجاهد والمكافح والمقاوم بكافة الأشكال تجاه ناسه، ومن أجل فلسطين.
المجدُ لفلسطين والشهداء، والحرية لشعبنا حينما يُقَدّم قادته وثواره زرافات ووِحدانًا على درب التحرير، فلا تستمع اليوم لمن يجفل عند حدّ الشهادة فيفصّلها عليه هو أو فصيله فقط! ويشطبها عن الآخرين؟! كما كان في زمن مضى حينما كان يتم احتقار الشهداء الفدائيين! من تيار لا يعترف بغير ذاته المتكبّرة.
لا نقبلُ الجدل أو التمييز بين الشهداء ولا يجب أن تكون، ولانقبل أن تكون الخلافات مهما كان حجمها عاليًا حتى لو طاولت جبل الجرمق، أو ارتبطت ب”الحسم العسكري” المذموم، أن تحدّ من مفهوم الوحدوية الوطنية التي لا تميز صغيرًا أو كبيرًا، أو هذا أو ذاك عن فضل وامتياز الفداء لأجل فلسطين التي تختار من يختارها خالصة.
لم تجفل الثورةُ والمقاومة الفلسطينية بكافة تياراتها منذ انطلاقة المقاومة الفلسطينية عام 1965م عندما تبنّت شهداء العالم من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين…الخ قاتلوا في سبيل بلدانهم ولفلسطين، ومن أجل رخاء شعوبهم وفداء للحرية والمساواة والسلام، لذلك كان هناك ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وجورج حبش وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبوعلي مصطفى وكانت شيرين أبوعاقلة والشيخ عزالدين القسام كما المطران هيلاريون كابوتشي، وكان التقدمي اليهودي إيلان هاليفي، وكان “كوزو أوكاموتو” الفدائي الياباني الذي أحب فلسطين.
ورأينا الآلاف مثل دانيا إرشيد عروس الحرم الابراهيمي، وبطل الشباب فادي وشحة، والعسكري المُرّ أبوجندل بطل مخيم جنين…. ومؤخرًا آلاف الشهداء في مواجهة العدوان الصهيوني الفاشي على غزة والضفة، وصولًا الى صالح العاروري ثم قائد “حماس” اسماعيل هنية.
فجّر البطل الأممي انطوان داوود مقر الوكالة اليهودية بالقدس عام 1948م، ولفلسطين فقط عَمِل كمال عدوان وكمال ناصر وأبويوسف النجار ورفاقهم الكُثُر، ومن أجل فلسطين قضى في إيران اسماعيل هنية، فلا تجفلوا من هذا النسيج الذي تظنونه متناقضًا لكنه الذي يخلع ثوب تناقضاته كلها عندما يكون المطلوب الانحناء لتقبيل أقدام فلسطين.
إن صوت الحق والحرية والعدالة اليوم هو صوت فلسطين التي أصبح صوتها عاليًا منذ الحجر الأول والاضراب الأول والفدائي الأول الذي قال لا للغزو الصهيوني لبلادنا، كما قال لا للاستخراب البريطاني الغادر بالعصر الحديث.
لا تجفل أبدا ولا تُشِح بوجهك عندما ترى أبطال العالم كلّه وأحراره أجمعين شيبًا وشبابًا يقاتلون معك ليس فداءً لحزبِك أو تنظيمك فلا تتوهم، وليس لقائدك فلا تغترّ، وليس لفكرتك المحدودة الصلاحية فلا تنبهر، وانما إتباعًا لبوصلة فلسطين الجامعة، أي لإعلاء صوت الحق والحرية والعدالة والسلام، صوت القيم الانسانية السامية.
Baker AbuBaker
writer & author
Palestine-Ramallah