أيها الغزِّيُّون المتمردون: لماذا لاتُريحوننا وتستسلمون؟ \ بقلم الدكتور يحيى غنيم
لقد أتعبتم كل المنظومة وقلبتم كل الموازين،فلماذا لاتستسلمون؟
*أتعبتم قضيتكم: بعدما نامت فى قبرها مرتاحة وأصبحت نسيًا منسيًّا،فأعدتموها جذعةً ملتهبةً من جديد، يتقاذفها كل العالمين.
*أتعبتم منظمة التحرير وحركة فتح: كانوا قد رضوا ببطاقات ال VIP والعطايا مقابل السكوت والتنسيق، والآن يريدون منهم حربكم ومواجهتكم.
*أتعبتم عرب الردة: بعدما ضحكوا على شعوبهم بدعم القضية الفلسطينية-وماكانوا يدعمون إلا أباطرة السلطة والتنسيق الأمنى،ويعطونها الأموال لتذهب فى حساباتهم بالخارج-عرفت الشعوب أن عرب الردة ضد القضية الفلسطينية، وأنهم يصطفون مع إسرائيل.
*أتعبتم عرب التحرير: الذين زعموا أنهم خاضوا الحروب من أجل تحرير فلسطين، فلما انكسرت إسرائيل فى السابع من أكتوبر وحانت فرصة التحرير الحقيقى هبّوا جميعا لحماية إسرائيل ،وأمدوها بالمال والسلاح والنفط والغذاء.
*أتعبتم عرب الجوار:الذين حاصروكم ومنعوكم الماء والغذاء والدواء، وتآمروا عليكم من كل حدب وصوب.
*أتعبتم جيوشنا: التى تغنت بأنها خاضت من أجلكم الحروب-والتى انهزمت بها جميعا-فإذا بعشرات الآلاف من الشباب الذين لم يدرسوا فى كليات عسكرية، ولم يستوردوا أسلحة بالمليارات يذيقون إسرائيل الولايات، ويدمرون دباباتها،ويسيؤون وجهها، ولايأبهون بأمريكا ولا بحلف الناتو من خلفها.
*أتعبتم سياسيِّينا ودبلوماسيِّينا المنبطحين الأذلاء، بمفاوضات العزة والشموخ التى حجمت الأمريكى وأذلت الصهيونى.
*أتعبتم خونة أمتنا :الذين ظهرت عوراتهم وخياناتهم فلم يعد يسترها كل أستار الكون.
*أتعبتم مثقفينا وأرباب النضال الكذبة والثورية الزائفة بنضالكم وشبابكم الذين يقبلون على العدو والموت كأنهم مقبلون على عرس أو يوم عيد.
*أتعبتم شعوبنا التى اعتادت الفرجة على عودة الجيوش المنهزمة والتغنى بالبطولات الكاذبة برؤية بطولاتكم وأبطالكم يصنعون الموت لجيش العدو ويذيقونه الويلات.
*أتعبتم أحباءنا وأصدقاءنا الجدد الصهاينة:تحاربونهم عشرة شهور لاتملون؟
حطمتم جيشهم،وأرهقتم اقتصادهم، وحولتموهم إلى لاجئين ومرضى نفسيين ومعوقين، بل ومنهم من يرحل عن أرض الميعاد!
ماقيمة الحياة بدون إسرائيل؟!
*أتعبتم ولاة أمرنا فى البيت الأبيض:فلايعرفون لكم مدخلا، ولايستطيعون أن يلووا لكم ذراعا،ولايمنعون عنكم سلاحا أو معونة، ولايتخذون ضدكم فى مجلس الأمن قرارا.
*أتعبتم شعبكم الذى بذل الدماء أنهارا من أجل أرض غزة، وهو يهتف:من أجل الحرية والتحرير، وفداءً للمقاومة ورجالها،
لماذا لاتتركون هذا الشعب المتعب يرحل عن غزة ويعيش حياة الشتات والمنافى مستريحا بعيدا عن هذا العناء؟
فشعب بلا وطن خير من وطن بلا شعب!
***أيها الأبطال الأحرار:
لقد غيَّرتم العالم كله، وبذرتم بذور الحرية والإنعتاق من النظام العالمى المجرم، وكشفتم الزيف والنفاق الأممى،
فلئن نصركم الله فهى بداية حرية العالمين على أيديكم،
ولئن كانت الأخرى فستأتى أجيال تعرف لكم الفضل، وتسير على الدرب، وتوصل السفينة إلى بر الأمان.