بيان من نواة شعب لبنان الواحد
إلى: مصر العربية، والسعودية العربية، والإمارات العربية، والأردن العربي وإلى المقاومة الفلسطينية العربية
نطلب وقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة عبر الوسيط الأمريكي الذي أثبت أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة هم الأعداء الحقيقيون لفلسطين وللأمة العربية، وما إسرائيل التي اغتصبت فلسطين بدعم مباشر من الغرب بقيادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا سوى خنجر زُرع في قلب الأمة العربية والإسلامية لاستعبادهما ونهب ثرواتهما وهذا الذي نعيشه منذ اغتصاب فلسطين حتى اليوم.
مع بزوغ فجر طوفان الأقصى الذي أسس لميلاد جديد للأمة بإذن الله بدعم قوى الإسناد للمقاومة الفلسطينية فلم يعد من مجال للفرجة على تدمير غزة والضفة الغربية أرضًا وشعبًا في مشهد لم يشهد تاريخ الحروب مثيلًا لها منذ سيدنا آدم وجدّتنا حوّاء.
كيف تتفاوضون مع الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته بلانكن وهما اللذان أعلنا بكل فخر يهوديتهما، وهذا اعتراف صريح بخروجهما من الديانة المسيحية، لاستحالة الجمع بين ديانتين معًا، ألم يعلن بايدن بأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لوجب علينا زرعها. أفلا تبصرون؟ أفلا تسمعون؟ زرعها ضد من؟ أليس من أجل تمزيق هذه الأمة ونهب ثرواتها واستعباد شعوبها؟ إن الأمة العربية أمام فرز حقيقي بين من هم مع رسالة الإسلام ومن مع أبي جهل وأبي لهب، وبين من هم مع رسالة المسيحية التي حملها سيدنا المسيح عليه السلام أم مع يهوذا الاسخريوطي الذي خان سيدنا المسيح وسلمه لليهود مقابل ثلاثين من الفضّة؟
أفلا ترون آيات الله رب العالمين بنصرته عزّ جلاله للمقاومين؟ “وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى”. الغرب كله بقيادة الإدارة الأمريكية هو من يقود هذه الحرب المدمّرة لغزّة ولفلسطين المغتصبة ومع ذلك نرى غضب الله الرحمن الرحيم على هؤلاء المجرمين سندًا للآية الكريمة: : ويمدّهم في طغيانهم يعمهون”. مصرّ نتنياهو على تحقيق انتصار حاسم ضدّ حماس والمقاومة الفلسطينية، فيقتل جيشه النساء والأطفال بلا رحمة، ويزعم بأنّ جيشه هو الجيش الأرقى والأفضل أخلاقيًّا في العالم. لقد سقط قناع الغرب بقيادة الإدارة الأمريكية فسقطت مزاعمهم حول السلام وحقوق الإنسان أمام شعوبهم أوّلًا وأمام شعوب العالم قاطبة وهذه آية من آيات الرحمن الرحيم، فالإدارة الأمريكية السابقة والحالية عمّقت الصراع بين أبناء الشعب الأمريكي والحكومة الإسرائيلية الحالية، وضعت الصهاينة المغتصبين لفلسطين في صراع داخلي من المستحيل حلّه كما هو الحال في الإدارة الأمريكية في توقيت دقيق تعيشه الصهيونية والإدارة الغربية أيضًا بخروج حزب المحافظين في بريطانيا بإسقاط حزب المحافظين سقوطًا مدويًا، وبانتصار اليسار في الانتخابات التشريعية في فرنسا، وسيحلّ في ألمانيا وإيطاليا ما حلّ في بريطانيا وفرنسا بإذن الله. إنّه عقاب الله القاهر والمذلّ للطغاة والظالمين. من كان يتصوّر ويحلم بانتفاضة شعوب هذه الدول ضدّ إسرائيل؟ من كان يحلم بأن يدخل نفر من ….. إلى الكونجرس يطالبون الإدارة الأمريكية بوقف مدّ إسرائيل بالسلاح وبوجوب وقف إطلاق النّار في غزّة؟
ألم تقرأ الآية الكريمة: “وكتبنا على بني إسرائيل أنّ من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعًا ومن أحياها فأنّما أحيى النّاس جميعًا”.
ألا ترون قتل النساء والأطفال؟ ألا ترون أطفال غزة يقفون في زحام شديد طنعًا بالحصول على القليل من الطعام في منظر لا يستطيع أيّ إنسان يعي معنى الإنسانية أن يقبل ذلك. هل باتت قلوبنا أشدّ قسوة من الحجارة؟
إنّنا لا ندعوكم للدفاع عن غزة والضفة وأهلها، بل إلى وقف المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزّة، فالغرب بقيادة الإدارة الأمريكية هو الذي يقودها، إن المفاوضات مع هؤلاء ليست سوى مكر مقيت من هؤلاء على أمل أن تنتصرأداتهم إسرائيل، ولكنّهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. لا تكونوا شركاء لهؤلاء في ارتكاب جرائم موصوفة، لا تغطّوا جرائم الغرب المتواصلة بحق فلسطين والأمّة بمواصلة التفاوض لأنه ثبت بالدليل القاطع الكذب والرفض المطلق لوقف إطلاق النّار في غزة، وبإجماع الكيان الصهيوني حكومة ومعارضة برفض قيام دولة فلسطين. فإذا كان من الممنوع تقديم الطعام والماء والدواء إلا في القليل الذي يفرج عنه الصهيوني، إذل كانت أمريكا نصبت جسرًا بحريًّا لإطعام أبناء غزّة ثمّ عادت وسحبته بحجّة أمواج البحر في الوقت الذي تجوب فيه حاملات الطائرات والمدمّرات والسفن الحربية في بحار الكرة الأرضية. تسمعون التصريحات العلنية والزيارات المتلاحقة للقيادة العسكرية لإسرائيل للتنسيق معها لمواجهة إيران وحزب الله. ألم تصرّح الإدارة الأمريكية على لسان رئيسها بأنه سيدعم إسرائيل في مواجهة أي عدوان عليها؟ أوقفوا التفاوض لمنع التغطية على جرائمهم. إننا نشعر بألم شديد لعجز الأمّة العربية والإسلامية عن تقديم الطعام والشراء والدواء لأبناء غزّة. انتبهوا بأنكم ستغادرون الدنيا وحيدين لا حرس معكم ولا معين لكم سوى الله الغفور الرحيم والشديد العقاب.
احترموا جهاد المقاومة التي تصنع ميلادًا جديدًا للأمّة بإصرار متين توّج باختيار المجاهد الفذّ خلفًا للشهيد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية رحمه الله وحشره مع الصّدّيقين والشهداء.عسى أن يمنّ الله علينا برحمته وفضله إلى من خصّه سبحانه بها (كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
المحامي علي إبراهيم القاق
أمين عام نواة شعب لبنان الواحد
الجمعة في 8 آب 2024