مقالات

الرابع من آب \ معن بشور

يبقى الرابع من آب يوماً يحفر عميقاً في ذاكرتنا…ويترك تداعيات كبرى في حياتنا ومستقبلنا..
ففي مثل هذا اليوم هزّ بيروت كلها انفجار ضخم في مرفأ العاصمة ومحيطه أودى بحياة وجرح المئات من الآمنين الابرياء ورجال الدفاع المدني…
وعلى الرغم من ان التحقيق معطل في هذه الجريمة الكبرى ، كما هو معطل في جرائم آخرى لا تقل خطورة ، الاّ ان احداً لا يستطيع ان ينكر ان كبار المستفيدين منه هم اعداء لبنان وفي مقدمهم الكيان الصهيوني الذي طالما رأى في لبنان بتنوعه ومطاره ومرافئه واشعاعه الحضاري اكبر منافس له.
في الرابع من آب 1982 شهدت العاصمة.بيروت مواجهة تاريخية بين المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والجيش العربي السوريين من جهة وقوات الغزو الصهيوني في محور المتحف نجح المقاومون فيها في منع تقدم جيش العدو بضعة امتار في معركة يمكن اعتبارها احدى المعارك التأسيسية لمقاومتنا الوطنية والاسلامية.
يومها ذهبت الى الرئيس الشهيد ابي عمار في واحدة من غرف العمليات التي كان يتنقل بينها فيما طائرات العدو تلاحقه من مكان الى اخر ، وكان برفقتي احد ابطال معركة المتحف الاخ عبد الوهاب شريف وقلت له : جئنا نزف اليك في عيد ميلادك ال 53 بشرى هزيمة العدو على ابواب المتحف..
اجاب ابو عمار بابتسامته المحبّبة: لقد غمرنا لبنان بهداياه منذ عشرات السنين ، والفلسطينيون لا يمكن ان ينسوا ما قدمه لبنان لهم.
الرابع من آب يوم اجتمعت فيه فواجع وانتصارات ، اوجاع وبطولات.. بل يوم لن تنساه بيروت النازفة دوماً ولبنان المقاوم ابداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى