سيادة المطران عطا الله حنا : ” الحرب هي مأساة مروعة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نلمس بأن العالم يمر بأزمة انسانية واخلاقية فمن منا كان يتوقع انه في القرن الواحد والعشرين الذي فيه يتغنى البعض بحقوق الانسان لا بل بحقوق الحيوان من منا كان يتوقع ان الهمجية والعدوانية والعنجهية وروح الانتقام والكراهية ستصل الى هذا المنسوب المروع ؟! وما يحدث اليوم في غزة لا يدل فقط على بشاعة وعدوانية هذه الحرب بل يشير وبشكل واضح الى خلل في القيم الانسانية والاخلاقية في العالم فاولئك الصامتون والمتفرجون والداعمون هم جزء من هذه الحرب وهم في الوقت الذي فيه يتغنون بحقوق الانسان انما يغضون الطرف عما يحدث بحق شعبنا وكأن هؤلاء الذين يقتلون في غزة ليسوا بشرا مثل باقي الناس بل هم من طينة مختلفة ونحن نقول بأن اهل غزة واهل فلسطين كلها هم بشر خلقهم الله كما خلق كل انسان في هذا العالم ولا يجوز التغاضي عن الانتهاكات الخطيرة والممارسات الظالمة التي يتعرض لها شعبنا وما يحدث اليوم في غزة انما يندرج في اطار عدوان همجي وحرب تدميرية هدفها تدمير كل شيء والنيل من معنويات وعزيمة شعبنا .
لقد عرّت غزة العالم بأسره واظهرت الكثيرين بصورتهم الحقيقية واماطت اللثام عن الوجه القبيح لما يسمى بالمنظومة الدولية والتي حتى هذه الساعة لم تتمكن من ايقاف هذه الحرب الهمجية والغير مسبوقة .
يؤلمنا ويحزننا ما وصلت اليه الانسانية كلها من انحطاط وابتعاد عن القيم الانسانية النبيلة ولكن ما يثلج صدورنا ان في هذا العالم هنالك احرارا يسعون لقول الحقيقة وابراز معاناة شعبنا وكأنه قنديل يسعى هؤلاء الاحرار لاضائته في ظلمات هذا العالم الذي يتجاهل معاناة المدنيين وما يتعرضون له من تنكيل في غزة .
نتمنى ان تحدث صحوة ضمير وان يكون هذا سريعا وان تتخذ القرارات المطلوبة في الهيئات الدولية من اجل وقف هذه الحرب ، فمع كل يوم يمر تزداد المعاناة والالام والاحزان .
نصلي الى الله بأن يتحنن على شعبنا في هذه الاوقات العصيبة وان ينير العقول والضمائر والبصائر في عالمنا لكي تعود الى انسانيتها ولكي يعمل الجميع من اجل وقف هذه المعاناة .
نقف الى جانب كل انسان مظلوم ومعذب ونرفض استهداف المدنيين والحرب انما هي مأساة مروعة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .