
هل ننعي مدينة طرابلس، أم ننعي قياداتها؟بقلم ربيع مينا
هل حقاً وصلت طرابلس إلى مرحلة إعلان النعي؟
أم أن المدينة ما تزال تنبض بالحياة رغم كل هذا الألم؟
السؤال الحقيقي ليس عن طرابلس نفسها، بل عن أولئك الذين تخلّوا عن مسؤولياتهم تجاهها. فالمدن لا تموت، بل تموت إرادة من يفترض أن يحموها ويصونوا حقها في أبسط مقومات الحياة.
طرابلس لم تطلب الكثير. طلبت فقط أن تكون مدينة كغيرها، فيها ماء وكهرباء وكرامة وفرص عمل لشبابها. لكن ما حصل هو العكس تماماً: فبدل أن يكون للمدينة قيادات تحلم وتناضل وتُسائل وتحاسب، أصبحت رهينة صمت طويل يشبه الاستقالة غير المعلنة.
إن الحكم مسؤولية، لا وجاهة ولا لقباً ولا منصباً. الحكم هو أن تكون صوت الناس، ويد الناس، ووجع الناس. أن تكون أول من يواجه الفشل، لا أول من يبرره. أن ترفض التخلي عن مدينتك مهما اشتدت الظروف. أما اليوم، فطرابلس تقف وحيدة أمام واقع أصعب من قدرتها، بينما يغيب من يجب أن يكونوا في الصف الأول دفاعاً عنها.
لسنا بحاجة لنعي طرابلس… فهذه المدينة أقوى مما يظن البعض، تحمل في داخلها طاقة حياة وذاكرة نضال لا تنطفئ. لكننا بحاجة أن نطرح سؤالاً شجاعاً: من الذي يجب أن يتحمل مسؤولية هذا الغياب؟ ومن الذي قرّر أن يستقيل من دوره بينما المدينة تختنق؟
طرابلس لا تموت… الذي يموت هو دور بعض من كان يفترض أن يكونوا رجال دولة، فإذا بهم مجرّد شهود على معاناة الناس.
الحكم مسؤولية —
بناء الإنسان
صوت الناس
