مقالات

إيلون ماسك والفضيحة الكبرى

إيلون ماسك كشف أمس – عن طريق الصدفة – إحدى أكبر شبكات اللجان الإلكترونية في العالم… والمفاجأة أنّ نسبة ضخمة ممّن يشتمونك ويشتمون بلدك، ويحرّضون على الفتنة في لبنان، ليسوا لبنانيين أصلًا! بل كثير منهم ليسوا بشرًا، بل روبوتات وحسابات مبرمجة.

بدأ الأمر بتحديث صغير على منصة “إكس”، أتاح للمستخدمين كشف الموقع الحقيقي للحسابات… لا الموقع الذي يكتبه صاحب الحساب، بل المكان الذي يُبثّ منه الجهاز فعليًا.

🟢 كثيرون في الإعلام يرون أنّ التحديث صُمّم لكشف شبكات التأثير على الرأي العام الأميركي، لكنه فجّر في طريقه فضيحة عالمية كشفت حجم التلاعب بالشعوب، وكان للبنان نصيب كبير منها.

فما إن ظهر التحديث، حتى بدأ اللبنانيون يفحصون مواقع الحسابات التي تثير الجدل داخل لبنان… وهنا كانت الصدمة:

حسابات تدّعي أنّها “لبنانية سيادية” أو “ثورية”، وتهاجم الجنوب والمقاومة ليلًا ونهارًا، وتصف أهل الجنوب بأنهم “حطب الحرب” أو “عبء على الدولة”، تبيّن أنّها تُدار من تركيا وقبرص وبريطانيا!

وحسابات أخرى تُشعل الخطاب الطائفي بين السنة والشيعة، وبين المسيحيين والمسلمين، وتبث شعارات مثل:

“ليش نقاتل عن الجنوب؟”
“طرابلس شو خصّها؟”
“الجنوب مش لبنان”

تبيّن أنّ إدارتها من ~إسرائيل~ وألمانيا وبولندا!

إضافةً إلى مئات الحسابات التي ادّعت أنها “من الشمال” أو “من بيروت” وتحرض منهجيًا ضد النازحين السوريين، وتنشر أخبارًا مفبركة عن جرائم وهمية، وتدعو إلى طردهم بالقوة… تبيّن أنّ إدارتها من دول لا علاقة لها بلبنان أصلًا.

لكن الرابط الأخطر ظهر بوضوح:

🔵 آلاف الحسابات التي تكتب بلهجة لبنانية مصطنعة أو عربية فصيحة “محايدة”، وتهاجم الجيش اللبناني أثناء تصديه للاعتداءات على الحدود، وتشيطن المقاومة، وتصف كل متضامن مع الجنوب بأنه “عميل لإيران”، تبيّن أنّها تُدار من ~إسرائيل~، وتحديدًا من داخل الوحدة 8200 المتخصصة بالحرب السيبرانية.

🟡 هذه الوحدة معروفة منذ سنوات بأنها تستهدف الداخل اللبناني بحملات نفسية منظّمة تهدف إلى:

فصل الجنوب عن بقية لبنان

ضرب الثقة بالجيش

تفكيك بيئة المقاومة

تأليب الطوائف ضد بعضها

تحويل ملف النازحين إلى قنبلة أهلية

نشر روايات الانهيار واليأس

خلق شعور بأن لبنان بلد مستسلم ومنهار

لكن هذه المرّة انكشف الأمر علنًا…

الحسابات التي ظهرت بأسماء مثل:

“لبناني حر”
“بيروتي أصيل”
“طرابلسي وطني”
“ماروني غاضب”
“شيعي مقهور”

كانت تُدار فعليًا من غرف عمليات ~إسرائيلية~ متخصصة بتحليل اللهجات اللبنانية وتزييفها، بهدف ضرب لبنان من الداخل بينما الصواريخ والطائرات تضربه من الخارج.

🟠 بمعنى آخر: الغالبية العظمى من الحسابات التي:

تحرّض الطوائف ضد بعضها

تهاجم الجيش

تشيطن المقاومة

تستهزئ بصمود الجنوب

تدعو إلى انسحاب الدولة من الحدود

تصوّر النازحين كعدو

تبث اليأس والانقسام

تستثمر في تفجير المرفأ لإشعال فتنة طائفية

تخلق روايات متضاربة حول الرئاسة والحكومة

ليست لبنانية… بل مدارة من الخارج، وأبرزها من ~إسرائيل~.

🔸 وهكذا أصبح واضحًا أنّ جزءًا كبيرًا مما نراه يوميًا ليس “رأيًا لبنانيًا”، ولا “صوت الناس”، ولا “غضب الشارع”، بل مشروع كامل لإعادة تفجير لبنان من الداخل، عبر ضرب نسيجه الأهلي، وتشويه مقاومته، وإضعاف جيشه، وتحويل اللبنانيين إلى أعداء بعضهم.

⚫ والأخطر أنّ آلاف البوتات المدارة بالذكاء الاصطناعي تعمل ليلًا ونهارًا لإقناعك بأن:

لا أحد يدافع عن لبنان

الجنوب عبء

الجيش عاجز

المقاومة سبب الخراب

النازحون عدو

الطوائف على وشك الحرب

البلد ميؤوس منه

بينما الحقيقة أنّ جزءًا كبيرًا من هذا الخطاب مصنّع وموجّه بدقة من خارج لبنان.

🔵 ما حدث جعل ملايين المستخدمين يرون بأعينهم أنّ الفتنة اليومية ليست طبيعية، وأن كثيرًا من السجالات ليست خلافًا داخليًا، بل نتيجة حملات نفسية ممنهجة لإثارة الكراهية والصدام الأهلي.

🔶 وهنا النقطة الأخطر:

العدو الذي فشل منذ 40 عامًا في دخول الجنوب بالدبابات، يحاول اليوم الدخول عبر الهواتف.
والذي عجز عن كسر الناس بالقصف، يحاول كسرهم بالكلمة.
والذي لم يستطع احتلال الأرض… يحاول احتلال الوعي.

🔴 المعركة لم تعد فقط على الحدود الجنوبية… بل داخل كل هاتف في لبنان.

🔸 وكل هذا في منصة واحدة فقط: “إكس”… فما بالك بما يجري على فيسبوك وإنستغرام وتيك توك؟


🔥 الخلاصة الانفجارية:

إذا كنت تظن أنّ كل هذا الشتائم، والتحريض، واليأس، والكراهية هو “نبض لبناني”… فربما أنت تنفعل مع مشروع صُمّم خارج لبنان، على يد جهات هدفها الوحيد:

تفكيك لبنان
كسر الجيش
عزل الجنوب
ضرب المقاومة
ودفع اللبنانيين إلى حرب أهلية جديدة

والأدهى؟ أنهم يريدونك أن تظن أنك أنت صاحب هذا الرأي.

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى