لبنان

إلى المقاومة الشعبية العربية

في لحظة انهيار النظام في سوريا وصعود نظام بديل بقيادة قوى الإرهاب الفاشي، نفّذ العدو الصهيوني عملية تدمير ممنهجة للقدرات العسكرية السورية، شملت الأسلحة والصواريخ والقواعد ومراكز الأبحاث ومحطات الرادار والدفاع الجوي. جاء ذلك تمهيدًا لإحكام السيطرة العسكرية والأمنية على سوريا، من الجنوب وصولًا إلى تخوم العاصمة دمشق.
وبالتوازي، دفعت الإمبريالية الأميركية والرجعية العربية، وخصوصًا الخليجية، النظام الجديد نحو مسار استسلامي مع الكيان الصهيوني يقوم على الاعتراف به والتطبيع معه وتلبية حاجاته الأمنية.
المجازر التي ارتكبها نظام الجولاني بحق أبناء الساحل والسويداء، وغضّ الطرف الأميركي والعربي عنها، كانت تهدف إلى أمرين خطيرين: الأول، تكريس واقع تقسيمي جغرافي وديمغرافي يمتد ليشمل الأكراد شرق سوريا وإرهاب المسيحيين لتهجيرهم. الثاني، تبرير التدخل الصهيوني المباشر بذريعة “حماية الأقليات” وإنشاء مناطق عازلة في العمق السوري، تشكّل مرتكزات دائمة للعدوان والسيطرة، فضلًا عن القواعد العسكرية والأمنية والاستخبارية الأميركية المنتشرة على امتداد الجغرافيا السورية.
إن تصدي أهالي بلدة بيت جن لتوغّل العدو وتكبيده خسائر فادحة في جنوده وآلياته بعد اشتباكات استمرت أكثر من ساعتين، يؤشّر إلى مرحلة جديدة من مواجهة الحركة الشعبية السورية للاحتلال. وستشكّل معركة بيت جن فاتحة لمسار مقاوم شعبي متمسك بطرد الاحتلال، ليس فقط من مناطق السيطرة الصهيونية المستحدثة في الجنوب السوري، بل من الجولان العربي السوري المحتل كاملًا.
فالاحتلال يخلق نقيضه؛ ونقيض الاحتلال هو المقاومة الوطنية والشعبية التي تكنسه، وتسقط مشاريع السيطرة، وتفشل أهداف الإخضاع والتطبيع والاستسلام.
صمود أبطال بيت جن اليوم يفرض على العدو مراجعة حساباته، بعدما افترض أن جبهة لبنان الشرقية هي الخاصرة الرخوة في أي مواجهة مع المقاومة اللبنانية. ويتأكد مجددًا أن الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا هو مهمة قوى التحرر والثورة، لا مهمة الأنظمة الرجعية مهما كانت مرجعياتها.
إلى المقاومة الشعبية، وتصعيدها في مواجهة الاحتلال، وإنجاز التحرر الوطني على امتداد الوطن العربي.
بيروت، ٢٨- ١١- ٢٠٢٥
القيادة المشتركة للحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الإشتراكي العربي – لبنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى