مقالات

هل ستعود أميركا في ولاية ترامب الثانية عظيمة من جديد!!! \ بقلم:د.ربيع حروق

رفع الرئيس الأميريكي “دونالد ترامب” شعار عهده الجديد في خطاب التنصيب “اجعلوا أميركا عظيمة من جديد”
متعهداً باتخاذ اجراءات على المستويين الداخلي والخارجي، وبعد مرور ثمانية أشهر على ولايته، نلقي نظرة على مدى تحقيق تلك الوعود.
ففي الاقتصاد سجل الاقتصاد الأميركي انكماشًا جزئيًا نتيجة تأثير سياساته، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الإدارة على تحقيق النمو المستدام، وعلى مستوى إصلاح الحكومة تعهد ترامب بإصلاح الجهاز الحكومي من خلال تقليص عدد الموظفين الفدراليين وترشيد النفقات، وقد بدأ بتنفيذ هذا الوعد عبر إجراءات أدت إلى خفض عدد الموظفين، وقد أثار هذا الإجراء انتقادات عديدة لغياب الخطط البديلة وارتجالية التنفيذ، وفيما يخص الهجرة فقد وسّعت إدارة “ترامب” عملية الترحيل لتشمل أعدادًا أكبر من المهاجرين غير النظاميين، ومع ذلك، لم تحقق الإدارة أهدافها بالكامل، إذ واجهت سياساتها انتقادات حقوقية وقضائية حادة، مع طعون قانونية واسعة خاصة بشأن استخدام قوانين الطوارئ القديمة، ما أثار جدلاً حول دستورية تلك الإجراءات حيث لم تسلم فئة الطلاب الأجانب من هذه السياسات الصارمة.
وكانت من أبرز وعود حملة ترامب إنهاء الحرب الدائرة في غزة وأوكرانيا، فقد حاول ترامب الضغط على الحكومة الأوكرانية لإيجاد تسوية مع روسيا، لكن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج حقيقية، وظلت الأزمة قائمة، كذلك الحال في قطاع غزة، فقد أشرفت الإدارة على عدة جولات تفاوضية لوقف إطلاق النار، لكنها لم تنجح في تحقيق هدنة دائمة. وقد تعرضت واشنطن لانتقادات واسعة بسبب موقفها الذي اعتُبر منحازًا لإسرائيل، ما أضعف دورها كوسيط فعال في تخفيف التصعيد، حتى رعت إدارة “ترامب” انتهاك سيادة دولة قطر الراعية لهذه المفاوضات حيث شنت اسرائيل هجوماً على العاصمة القطرية “الدوحة” منتهكةً أبسط قواعد أخلاقيات العلاقات الدبلوماسية.
أمام كل ما تقدم ذكره لا بد من التأكيد على فشل الرهان على الإدارة السياسية الأمريكية فهي لن تجلب لمنطقتنا ووطننا سوى المزيد من السيطرة الإسرائيلية على مقدرات الأمة، ولن يتغير الحال سوى بانتهاج سياسة العدل والمساواة، حيث تُقدم فعلاً المصلحة الإنسانية على مصلحة الدول المتسلطة التي تريد استعباد الشعوب وطمس الهوية واحتلال المنطقة وفرض سياسة الأمر الواقع التي ترعاها الإدارة السياسية الأميريكية عل حساب القناعات والمبادىء والثوابت لدى العرب والمسلمين، فروحية خطاب الشعوب تتمثل بعدم الاعتراف بدولة الاحتلال التي لن تستطيع العيش في منطقتنا لأنها جسم غريب عنها!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى