والسياسية: عقبة أمام بناء الدولة ومجابهة التحديات
بقلم الدكتور جيلبير المجبر
في زمنٍ يزداد فيه تعقيد التحديات التي تواجه بلادنا، تصطدم إرادتنا الوطنية أحيانًا بثقافة إنكار صارخة، تنخر في جسد المؤسسات الحكومية والسياسية، وتشل القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة.
إن التمسك بالأوهام، وإنكار المشاكل، وتأجيل المواجهة الحقيقية، ليست مجرد أخطاء إدارية أو سياسية، بل هي خيبة أمل للأمة بأسرها. فهي تمنعنا من الانطلاق نحو الإصلاح والتنمية، وتغرقنا في دوامة من الاجتماعات الفارغة، والتبريرات الواهية، وتبادل الاتهامات.
كم من وقتٍ ومصادر نُهدر بسبب رفض الاعتراف بالحقيقة، ورفض المحاسبة والمسؤولية؟ كم من أجيالٍ تتضرر بسبب عجزنا عن اتخاذ قرارات شجاعة تعيد بناء الدولة وتضعها على الطريق الصحيح؟
الاعتراف بالمشكلة هو مفتاح الحل. من دون شجاعة مواجهة الحقيقة بصدق، لن نصل إلى أي مكان. يجب على قياداتنا السياسية والإدارية أن تتوقف عن البحث عن ذرائع وحلول ترقيعية، وأن تبدأ بوضع خطط عمل واضحة، واقعية، تُنفذ بحزم.
أما المواطنون، فهم أيضًا شركاء في هذه المسيرة. علينا جميعًا أن نطالب بالشفافية والمساءلة، وألا نغض الطرف عن الحقائق مهما كانت مُرّة.
لا مجال بعد اليوم للتمسك بحصان ميت. حان وقت النزول عنه، وتحمل المسؤولية، والعمل الجاد من أجل وطن يستحق منا أفضل ما لدينا.
فلنكن جميعًا دعاة الحقيقة والجرأة على التغيير، لأن مستقبلنا لا يُبنى على الأوهام.
