مقالات

فحص دم يومي /خاص ( الشراع ) الغرّاء كتبت د. فلك مصطفى الرافعي

محطة قرآنية أولى

قال الله تعالى ” قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ..”
خطاب رويّة و رؤية و الاحتكام الى حوار الكلمة البناءة وليس الاسفاف و التنمّر و التضبع و حدّ اشفار السيوف. هو الخطاب للمجتمع المتنوع والمتكامل لبناء بصيرة يعمل بها حتى فاقد البصر ..
خطاب نزل وحياُ منذ خمسة عشر قرنا ، وكأننا اليوم نلتمس مندرجات كل حرف و كلمة و معنى
خطاب نزل في( ام القرى / مكة المكرّمة ) و القرية في التصنيف اللغوي هم القوم من فئة واحدة، و يثرب أيضا كانت بمفهوم القرية . ولمّا أضحت محطة رحلة الهجرة سمّاها الرسول عليه الصلاة والسلام المدينة لدخول أنماط جديدة في العبادات والعقيدة و المنهج ، فذابت قبائل الأوس و الخزرج تحت لواء واحد ، وعلى مسافة منها كانت قرى اليهود خيبر و قينقاع و غيرها ، وايضا قرى النصارى نجران و سواها الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم الأقرب مودة للذين آمنوا ..

…. محطة قرآنية ثانية
” غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ”
في هذه المعركة ساد الحزن أهل مكة لان الفرس غلبوا الروم و كان الوحي الاعجازي ببشرى ان الروم ( النصارى ) سَيغلِبون في بضع سنين ، و البضع الزمني من ثلاثة أعوام إلى تسعة أعوام و يعمّ الفرح بلاد العرب و قد صدق الله سبحانه وعده …
آيات أيضا منذ خمسة عشر قرنا و كم نحن بحاجة إلى نشرها للتذكير و التنكير ، التذكير لمن أصابه الفرح و التنكير لمن اصاب الترح ، هذه المفاهيم اسست لقيام ممالك على أكثر من مساحة نصف الارض..
و ما زلنا في ١٠٤٥٢كلم مربع نسعى او البعض منّا بإستحضار لغات هولاكو و المغول و الحملات الاستعمارية و نحن النقطة الغامضة المأزومة في خارطة العالم الجغرافية ..
نحن مرضى متلازم وباء العنصرية و الطائفية ، و كلنا و كل امتارنا اصغر من مجمّع سكني في الصين…
بعد هذا العرض التاريخي الضروري للعلاقات الروحية السامية ” من السمو ّ ” أعود لعنوان المقال عن إجراء فحص دم يومي لبيان نسبة المواطنة الصالحة و الشراكة الواحدة ، و المشكلة ان لكل فريق مختبره الخاص بإصدار نتيجة الفحص حسب ميزان ريختر الطائفي و المناطقي ، و حسبنا اننا ما اكتفينا من حروبنا العبثية الماضية ، و لم نتعظ بما يحصل في أمتنا من مخططات تقسيمية و فتنوية ، حيث لم ننتهِ من البلطجة الاعلامية و التصريحات الاستفزازية التى تؤكد ميول البعض بالإنكفاء في كانتونات مذهبية و تقسيم البلد و الفرز المنظّم الذي كان يجب اعتماده في موضوع معالجة النفايات ، غير أن عوادم الخلاف تتفشى ان كان تحت قبة المجلس التشريعي او عبر تقيؤات من تخمة مفرطة الحساسية ، فالمعدة بيت الداء و اللسان سيف الاكتواء، و كل اناء بما فيه ينضح…
فالمشهد منذ ايام في كلمة لنائب سنّي شمالي واعتذر لتوصيف طائفة كل من يضع السم في الجسد اللبناني الضعيف ، و في كلمة النائب إشارة واضحة إلى التبرؤ من سياسة عهد سابق اتخذ الإصلاح عنوانا ، فسرعان ما انتفض نائب ماروني و ردّ على الأول بقول ممجوج يحمل فجوات المعدة المتضررة بقوله ” حلّوا عن سما ربّنا “، و كثيرا ما يعتمد السيد دولة رئيس المجلس صلاحيته في شطب الكلام المتفلّت من محاضر الجلسات النيابية ، و هناك من بقية أشباه اليتامى ينفخون في قِرب لتسريع وتيرة الانفصال لمنطقة عزيزة لها من أبطالها الغرّ الميامين و سلخها عن سيادة دولتها قلب العروبة النابض حتى صار الاستقواء بالعدو تهديد ارعن سمج وخيانى .. إلى أن أطلّت علينا الوزيرة السابقة الاعلامية مي شدياق بحديث مستغرَب لا يليق بشريكها الآخر و في تصريحها ” اما انتم في عكار تْنجبون اربعين ولدا ” و المقصود الحصّالة العددية للطائفة السنيّة ، امّا قالها الرئيس المظلوم رفيق الحريري اننا اوقفنا العدّ ؟
السيدة مى شدياق نست يوم حاول اغتيالها نظام الهمج اننا بكينا لأجلها و صلينا لشفائها و كانت الأيقونة النضالية وواكبناها ،و قد كتبتُ لها و عنها مقال صدر قي احد الصحف وفي كتابي لاحقا في العام ٢٠١٢ و كيف تداعى لنقلها وعلاجها الكثير من طائفة الذين يتكاثرون و يتناسلون، و قد اوجسنا خيفة ان تطلب من الدولة بفرض حبوب منع الحمل و اللجوء لعملية الخصي حتى يرعوي المتكاثرون على غفلة او مراقبة منها..
و أيضا للسيدة شدياق مواقف مثيرة مؤلمة وجارحة و نازفة يوم صرّحت عقب تسابق سائقيْن على أفضلية المرور ، وقتل أحدهما الآخر و توافق ان القاتل يحمل اسم طارق فصرّحت وقتها ( وصلت رسالة رمضان ) حيث كانت حادثة الملاحقة في احد أيام رمضان منذ عدة أعوام ، و بعدها اتضح لها و ربما اذهلها ان طارق شاب مسيحي و ليس بمسلم ، فلم تعقِّب .
…. علاقتنا الروحية مع الآخر ملزمة لنا في النصوص القرآنية في افتتاحية المقال ، و نحن لها و بها عاملون ، رغم ان الحزب الذي تنتمي إليه اكتفى بالتصريح ان كلام مي شدياق لا يمثلنا و هذا حكماً لا يكفي .
و بكل ادبيات العلاقة الروحية والدعوة التصالحية ارجو حذف حرف العلّة من جملة (نحن و انتم ) لتبقى أكثر ارتقاءُ ( نحن ، انتم ).. وحتى تبقى مساحة الوطن ١٠٤٥٢ كلم مربع دون اللجوء إلى المقصات و دون دس السم القاتل في دسم المقابلات التي اوصلتنا إلى قاع الجحيم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى