متفرقات

مناقشة موسوعة “وطن الفتن والمحن : لبنان بين الم الماضي وامل الغد ” للدكتور حسن قبيسي في دار الندوة

وطنية – أقيمت ندوة حوارية، لمناسبة صدور موسوعة الدكتور حسن محمود قبيسي ، بعنوان ” وطن الفتن والمحن : لبنان بين ألم الماضي وأمل الغد “، وفي الذكرى ال73 لثورة 23 يوليو الناصرية، بدعوة من دار الندوة ” و” دار المحجة البيضاء “، تحدث فيها المؤرخ الدكتور عصام شبارو وعدنان برجي. وادارها وقدّم لها الدكتور قاسم قصير، في حضور حشد من الشخصيات القيادية والثقافية والاجتماعية.

سليمان

افتتح الندوة الدكتور هاني سليمان رئيس مجلس إدارة دار الندوة بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً واكباراً لشهداء لبنان وفلسطين وأبناء الامة العربية.

ثم رحب بالحضور في دار الندوة دار الفكر والثقافة والعروبة وفلسطين والرأي والرأي الاخر، وتحدث عن معاني ثورة 23 يوليو وبهذه المناسبة عن اطلاق هذه الموسوعة التي تتعلق بلبنان وبتاريخ لبنان الحديث ، كما نوه ب”الجهد الكبير الذي قام به الدكتور حسن قبيسي الباحث الملتزم والمناضل القومي الذي ثبت على مبادئه واستمر في النضال من اجل ان تبقى الكلمة الحرة هي الرائدة في مجتمعنا”.

قصير

ثم تحدث مقدم الندوة ومديرها الدكتور قاسم قصير فقال : “في الذكرى 73 لثورة 23 يوليو الناصرية هذه الثورة الوطنية التي كان لها انعكاسات مهمة في تاريخنا العربي المعاصر، طبعا لسنا اليوم في معرض الحديث عن الثورة لكن اختيار دار الندوة والدكتور حسن قبيسي لهذه الذكرى للاضاءة على هذه الموسوعة هو اختيار مهم اليوم لكل ما نعيشه من تحديات كبيرة ولا بد بداية من توجيه التحية لدار الندوة هذه الدور الوطنية والقومية والوحدوية والمقاومة الي كان ولا يزال لها دور مهم في المسيرة الوحدوية النضالية وكان لها فضل خاص علي لاني تعلمت الكثير الكثير من نشاطاتها ومؤسسيها وفي مقدمهم الراحل الكبير الاستاذ منح الصلح والأستاذين معن بشور وبشارة مرهج اللذين كان دورهما كبير في أنشطة وعمل الدار على الصعد الوطنية والقومية والوحدوية والمقاومة.

وأضاف قصير: “تحت عنوان ” وطن الفتن والمحن لبنان بين الم التاريخ وامل الغد” الصادر عن دار المحجة والتي اشرف على اعدادها المؤرخ الدكتور حسن قبيسي مع نخبة من اهل الفكر والمعرفة وقدم لها وزير الثقافة السابقة القاضي الدكتور محمد وسام مرتضى واصدار موسوعة علمية اليوم هي مغامرة كبرى على المستوى الثقافي والفكري والمادي في ظل انتشار الثقافة الالكترونية وتراجع دور الكتاب الورقي”.

شبارو

ثم تحدث المؤرخ الدكتور عصام شبارو، فقال : “لبينا جميعا اليوم، دعوة دار الندوة ودار المحجة البيضاء بمناسبة صدور موسوعة الدكتور حسن محمود قبيسي “وطن الفتن والمحن: لبنان بين الم الماضي وأمل الغد” وفي الذكرى 73 لثورة 23 يوليو الناصرية، فتحية بيروتية لبنانية ، عربية لكل من لبى دعوة دار الندوة التي لم تتوقف مسيرتها في هذا الزمن اللبناني المذهبي بفضل أقدم مؤسسيها الأخ المناضل العربي معن بشور رئيس المنتدى القومي العربي مع رفيق دربه الأخ النائب والوزير السابق بشارة مرهج، في حضور رئيس دار الندوة الحالي الدكتور هاني سليمان ومشاركة الأخ العزيز عدنان برجي وهؤلاء الاخوة مع الدكتور حسن قبيسي من ابرز الوحدويين العرب في بيروت ولبنان ولعله في الوطن العربي”.

وأضاف شبارو :” لقد نجح الدكتور حسن قبيسي في هذا الزمن اللبناني العربي المذهبي الرديء، في جمع مائة وستين بحثاً، لمائة وستين باحثاً من المؤرخين والجغرافيين والسياسيين والصحفيين ورجال الفكر من كل المناطق اللبنانية والخلفيات السياسية والأيديولوجية والفكرية في تمثيل واضح لجميع الطوائف والمذاهب اللبنانية، فجاءت موسوعة لبنانية من ثلاثة الاف واربعماية صفحة وصفحة والهدف الحقيقي من الموسوعة هو الحوار البناء حتى نعرف تاريخ لبنان رغم اختلاف وجهات النظر والرؤيا لتقريب هذه الوجهات والرؤيا”.

وختم :”ان صاحب فكرة الموسوعة اللبنانية، أرادها مشروعاً توليفياً يمهد لاصدار تاريخ واحد موحد مشترك للبنان في وحدة وطنية، فتحية بيروتية لبنانية عربية الى الأخ الدكتور حسن قبيسي الذي جمع مائة وستين باحثاً في توليفة جديدة لتاريخ لبنان”.

برجي

ثم تحدث الأستاذ عدنان برجي فقال: “نحن أمام كتب من التاريخ وأمام وقائع مؤرّخة وأمام مؤرّخ متخصّص وكتّاب عايشوا تجارب غنيّة ومتنوعة.

المؤرّخ الذي أخذ على عاتقه عبء العمل الشاق بانجاز هذه الموسوعة التاريخية المُسمّاة :” وطن الفتن والمحن بين ألم الماضي وأمل المستقبل”، هو، الصديق والاخ الدكتور حسن قبيسي، وهو رصد الأحداث على مدى عقود بعين المراقب الفاحص، وسجّل الوقائع بقلم الحافظ الأمين ، واستخلص الدروس بناءً لمعيار التزمه ولا يزال وهو تلازم وتكامل الوطنيّة اللبنانيّة والعروبة الحضاريّة كما هو واقع كل وطنية عربيّة مع العروبة الحضارية التي لا يعبر عنها كما كان يؤكد الاخ كمال شاتيلا رحمه الله لا نظام عربي ولا حزب عربي ولا جماعة عربية، انما العروبة هي انتماء لأمّة صاغتها عوامل متعدّدة كاللغة والتاريخ والمصير المشترك والأمال والتطلعات.وهي المعرضّة دائمًا لحرب شعواء تتخذ اشكالًا مختلفة وأساليب متنوعة، ولعل ابسط دليل على ذلك استمرار الحرب على القائد العروبي الخالد جمال عبد الناصر بعد 55 عامًا على وفاته”.

أضاف :”في استحضار الكتابات والمرويّات القديمة والمُوثّقة، وفي العودة الى التصاريح والبيانات الحديث منها والقديم، خرج الدكتور حسن باستنتاج: ان جوهر الصراعات التي تُنتج المناكفات السياسية والكيديّات الحزبيّة والتوتّرات الطائفيّة إنّما هي صراعات مصالح فئويّة وخاصة بهذا الزعيم أو ذاك، وليست نتاج صراعات الطوائف والمذاهب كما يدّعون.

في تقديمه للموسوعة يقول الدكتور حسن: انّها مشروع ثقافي لنهضة مجتمعيّة تُرّبي المواطن على المواطنة وهي تقدم سرديّة تنتقل باللّبنانيّين من مرحلة اللبناني الفرد الذي يعمل لذاته الخاصة ويحقق نجاحًا يعترف به القريب والبعيد، الى مرحلة اللبناني الذي يعمل بذاته لذاته وللمجتمع وللوطن في آن، وهو قادر على ان يحقق النجاح بل التفوق، وتلك مهمة ليست مستحيلة ففي تحالف الوعي- الناصري في بداية سبعينيّات القرن الماضي خير دليل على طموح الشباب اللبناني المثقف للانعتاق من قيود التعصّب والتحزّب والكراهية وعلى التطلع الى بناء دولة المواطنة لا دولة الطوائف والمذاهب والمناطق .

يقول المؤلف الدكتور حسن قبيسي:” ان كل الطوائف اللبنانيّة، وهي أساس في تكوين لبنان وتشكيله في حدوده الجغرافية، تعرضت للظلم.”. ويتابع ليقول:” لنتفّق جميعًا على ان مظلوميّة اي طائفة تقع على عاتق مرتكب الظلم، شخصًا كان أم فئة ، وليس على سلالة او دولة”.

وختم برجي :المرحلة التي تم استعراض احداثها بشكل مختصر هي مرحلة ما بعد الفتح الاسلامي الذي خلّص شعوب المنطقة من حكم الامبراطوريتين البيزنطيّة والفارسيّة ومن صراعاتهما على خيرات المنطقة وموقعها الاستراتيجي الذي كان ولا زال وسيبقى موقعًا مميزًا ومؤثّرًا تسعى قوى السيطرة والبغي والعدوان على الاستئثار به. وأحداث الحاضر خير دليل على صدق هذا القول”.

قبيسي

وفي الختام تحدث الدكتور حسن قبيسي الذي شكر الحاضرين والمحاضرين ودار الندوة ودار المحجة البيضاء على جهدهم مثمناً للمتحدثين كلماتهم .

ثم تم توقيع للموسوعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى