
بيان تحذيري صادر عن حركة التلاقي والتواصل في لبنان حول مخاطر الفتنة والتفرقة ومخططات زعزعة الاستقرار
تحذّر حركة التلاقي والتواصل ، وبأعلى درجات القلق ، من الانزلاق في مستنقع الفتن التي تُنسج خيوطها في الظل وتُدار من خلف الكواليس . إن منطقتنا العربية ، ولبنان جزء منها ، لطالما كانت هدفاً لمشروع التفرقة المتعمد (مشروع “فرّق تسد”) ، الهادف إلى تفكيك المجتمعات وتمزيق الأوطان وتحويل شعوبها إلى جماعات متنازعة تتناحر فيما بينها .
وفي ضوء التطورات المقلقة التي تشهدها الساحة السورية ، نُطلق إنذارا واضحا من خطورة انتقال تداعيات هذه الأحداث إلى الداخل اللبناني ، لما يحمله لبنان من تركيبة دقيقة تجعله أكثر عرضة لتسلل نار الفتن إليه .
وعليه ، فإننا نُهيب بجميع المسؤولين ، والقوى الوطنية ، والجهات الفاعلة على الساحة اللبنانية ، أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة الحساسة ، وأن يتكاتفوا لحماية البلاد من الانزلاق نحو صراعات لا تُبقي ولا تذر . فاندلاع الفتنة لا قدّر الله لن يقتصر شرُّها على طرف دون آخر ، بل سيطال الجميع ، ويدفع بالوطن إلى نكسة خطيرة تُعيده عقودا إلى الوراء .
ونؤكد بوضوح أن كل اقتتال داخلي ، أو صراع بين أبناء الوطن الواحد في لبنان أو في أي دولة عربية لن يجلب سوى الدمار والانهيار ، وهو يصبّ مباشرة في خدمة المشروع الصهيوني ، الذي يستفيد من كل شرخ وانقسام لتمرير أجنداته وتحقيق أطماعه .
فلنرتقِ إلى مستوى التحديات ، ولنحافظ على ما تبقى من جسور الوحدة والأمل ، من خلال الحوار ، والانفتاح ، والتلاقي ، بدلاً من التناحر والاصطفافات القاتلة .