مقالات

جيل لا يقرأ \ بقلم المحامي عبد الناصر المصري

جيل لا يقرأ وسنوات عمره لم تسمح له العيش في تلك المراحل ثم يأتي ليحدثك عن العراق وسوريا واليمن وووو متخذا مواقف حاسمة، ويتناسى طبعا احتلال الصهاينة لفلسطين منذ 77 عاما والتٱمر الأميركي الغربي على الإسلام والعروبة.
جيل خضع ويخضع لعملية غسيل أدمغة ولبرمجة موجهة تقوم بها وسائل إعلام وأجهزة مخابرات عالمية خدمة لمصالح الهيمنة الصهيو-امريكية الغربية.
أعزائي، الأحداث التي تجري في الأمة تعود جذورها إلى مؤتمر كامبل بنرمان الاستعماري 1907 وبعده وعد بلفور عام 1917، واحتلال فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر 1956، والعدوان على مصر وسوريا ولبنان عام 1967، واحتلال لبنان عام 1978 والحرب الأهلية في لبنان وتفكك الاتحاد السوفياتي عام 1990 والإعتداء العراقي على الكويت عام 1990 وعملية عاصفة الصحراء الاولى ضد العراق عام 1991 وانطلاق مسيرة التطبيع العربي مع الصهاينة مطلع تسعينات القرن الماضي، وإعلان شيمون بيريز عن مشروع الشرق الأوسط الجديد عام 1994 وضرب الأبراج الأميركية عام 2001 والاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وصدور القرار 1559 الخاص بلبنان عام 2004 واغتيال الرئيس الحريري عام 2005 وحرب تموز الصهيونية على لبنان عام 2006 وإنطلاق المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير تحت نظرية الفوضى الخلاقة التي شكلت هدفا أساسيا عند اميركا للثورات الشعبية العربية، وتدمير ليبيا ثم اليمن بعد 2010 وصولا إلى ما جرى في سوريا منذ 2011، وطرح ترامب في عهده الاول مشروع الديانة الإبراهيمية واعترافه بالقدس عاصمة للكيان الغاصب وصولا إلى طوفان الأقصى عام 2023 وما تلاه من حرب إبادة صهيونية على غزة وما يجري من حرب عدوانية صهيو أمريكية على ايران.
هل قرأ من جاء إلى هذه الدنيا منذ عشرين عاما أو أكثر قليلا، عن كل تلك الأحداث الكبرى أو عايشها، حتى يكون له رأي حاسم فيها لا يقبل الجدل واحكام نهائية لا تقبل المراجعة؟
هل يمكن لعاقل في هذا الكون أن يستبعد سلاح الإعلام الغربي وما يتبعه من اعلام عربي، في توجيه الشعوب؟
وهل هناك عاقل في هذه الأرض لا يدرك حجم الاختراقات الاستعمارية الصهيونية لوعي وثقافة هذه الأمة حيث استخدموا التكنولوجيا الحديثة بما تحويه من وسائل تواصل بطريقة تخدم مخططاتهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم الفاسدة؟
اعزائي، من لا يقرأ كتبا موثوقة وليس لديه ثقافة واسعة ولم يهتم في حياته بما جرى ويجري في الأمة، ومن سلم نفسه لوسائل التكنولوجيا الحديثة أو لأشخاص محيطين فيه همهم بث الفرقة والفتن والإضاءة على وقائع مجتزأة، لا يحق له أن يصدر أحكاما نهائية في أي قضية بل عليه اعتماد قاعدة النجاة في الدنيا والٱخرة ” رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب” وذلك حتى يأذن الله بتغيير الحال وتتحرر معظم الأمة من خضوعها الأعمى لوسائل الإعلام الموجهة والدعاية الصهيو أميركية الغربية التي تحول الشياطين إلى ملائكة خدمة لمصالحها.
والله ومصلحة الأمة من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى