عربي

إفراج بلا مقابل: حماس تطلق جنديًا أمريكيًا-إسرائيليًا في رسالة سياسية موجهة لترامب

في تطور غير متوقّع، أقدمت حركة حماس على الإفراج عن الجندي الإسرائيلي إدن ألكساندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضًا، دون أن تحصل في المقابل على أي امتيازات سياسية أو إنسانية، لا من إسرائيل ولا من الولايات المتحدة. خطوة وصفت بـ”المفاجئة” في ظل تصاعد التوترات واستمرار الحصار والعمليات العسكرية في قطاع غزة.

وفق مصادر سياسية، فإن حماس اتخذت هذا القرار كبادرة حسن نية موجهة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لا يزال يحتفظ بتأثير سياسي واسع داخل الولايات المتحدة، وخصوصًا في أوساط الحزب الجمهوري. وتشير التحليلات إلى أن الحركة تحاول من خلال هذه المبادرة إرسال رسالة للولايات المتحدة، مفادها أنها طرف يمكن التواصل معه، وقد يكون قابلًا للانخراط في تفاهمات مستقبلية.

الجدير بالذكر أن عملية الإفراج لم تسفر عن وقف للعدوان، ولم تتضمن صفقة تبادل أسرى، ولا حتى تسهيلات إنسانية تمس حياة سكان غزة المنهكين من الحرب والحصار. وهذا ما دفع بعض المراقبين لاعتبارها خطوة رمزية غير محسوبة قد تُفهم على أنها ضعف سياسي، في حين يرى آخرون أنها محاولة استباقية لكسر حالة الجمود في العلاقة مع الغرب، وتقديم صورة “أكثر براغماتية” عن الحركة.

أحد المحللين العرب قال: “قد تكون حماس تدرك أن المعادلات القديمة لم تعد صالحة، وهي تسعى لتجديد أدواتها السياسية… ولكن السؤال يبقى: هل هذا التوجه سينجح في ظل الانقسام الفلسطيني، والضغط الشعبي الداخلي، والتغيرات السريعة في السياسة الأمريكية؟”

من جهته، لم يعلّق البيت الأبيض رسميًا على هذه الخطوة، بينما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت أيضًا، ما يعزز حالة الغموض حول ما إذا كانت هذه الخطوة فردية، أم جزءًا من تفاهمات غير معلنة.

في كل الأحوال، يأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه القطاع أزمة إنسانية خانقة، ومعاناة متزايدة، وفقدان الثقة بين الشارع والقيادات. فهل تكون هذه الخطوة بداية لمسار سياسي جديد، أم حلقة أخرى في سلسلة مبادرات غير مكتملة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى