بشور في حديث إذاعي على “البشائر”
- تهديدات نتنياهو باجتياح رفح، تذكر بتهديدات مماثلة عشية اتخاذ القرار 1701 في حرب تموز 2006
- في تصريحات عبد اللهيان كلمة مفتاحية أن المنطقة مقبلة على حل واستقرار
- دعوة الرءيس رئيسي بطرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة، تتويج لمطلب شعبي عالمي
في حديث صباحي لإذاعة البشائر قال السيد معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، “أن من تعود به الذاكرة إلى الأيام التي سبقت إقرار مجلس الأمن للقرار 1701، لإنهاء العمليات العسكرية في جنوب لبنان بعد حرب طاحنة استمرت أكثر من شهر، يستطيع أن يفهم أيضاً التصريحات النارية التي يطلقها اليوم نتنياهو، فيما تشير معظم المصادر إلى اقتراب الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني و “الإسرائيلي”.
وأضاف بشور: يومها صعّد الإسرائيليون من تهديداتهم قبل القرار وصعّدوا من عملياتهم العسكرية في الأيام الثلاثة التي فصلت بين صدور ذلك القرار وبين تنفيذه، بل شكك كثيرون في إمكانية تنفيذ ذلك القرار في ظلّ هذه التهديدات الكلامية والتصعيد العسكري الإسرائيلي، لكن المتابع يومها لاحظ كيف توقف إطلاق النار في الوقت المحدّد في الثامنة من صباح الاثنين في 14 آب وكيف عاد الجنوبيون بمئات الآلاف إلى بلداتهم وقراهم في الجنوب.
لا شك أنه ليس غريباً على نتنياهو أن ينفذ اليوم تهديداته بحق رفح، وهو الذي ارتكب كل هذه الفظائع والمجازر والمحارق في كل قطاع غزّة، من شماله إلى وسطه إلى جنوبه، ولكن أيضاً يدرك نتنياهو أن أمامه عوائق عديدة تحول دون تنفيذه تهديداته، أبرزها الموقف الأمريكي المرتبك والعاجز عن تغطية مثل هذا العدوان الذي قد يودي بحياة الآلاف من الفلسطينيين من أبناء رفح أو النازحين إليها، وهناك الموقف المصري الذي لا يجوز الاستخفاف به، وهو الذي هدد بتعليق اتفاقية “كمب دايفيد” فيما لو أقدم نتنياهو على تنفيذ تهديداته، علماً أن قادة الكيان الصهيوني يدركون تماماً معنى تعليق معاهدة “كمب دايفيد” ومعنى خروج مصر من هذه المعاهدة مع الكيان الصهيوني، لأن معاهدة “كمب دايفيد” هي حجر الزاوية في كل اتفاقات التطبيع التي عقدت بعدها في فلسطين وفي الأردن وفي الدول التي دخلت إلى منحدرات التطبيع باسم الاتفاقات الإبراهيمية، كذلك هناك وضع داخلي بالغ الضعف داخل الكيان الصهيوني، سواء على المستوى الخلافات بين القيادات السياسية أو بين السياسيين والعسكريين، ناهيك عن المقاومة الصلبة التي يتوقع العدو مواجهتها في رفح فيما لو أقدم على مغامرته، كالتي واجهها في شمال غزّة وفي مدينة غزّة والمخيمات وبالتأكيد في خان يون البطلة، خصوصاً أنه قد تعلم الكثير من الدروس في معاركه في كل أنحاء غزّة منذ أربعة أشهر ونيّف..
من هنا أضاف بشور: “تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، ولكن أيضا يجب أن نتذكر أن عند حكام تل ابيب يغيب المنطق السياسي والعسكري عن القرارات التي تتخذها القيادة المأزومة، خصوصاً أن رئيس حكومة تل أبيب يشعر أن كلما أطال في أمد الحرب، أطال في أمد ترؤسه لحكومة الكيان،
وحول تصريحات وزير الخارجية الإيرانية السيد حسين عبد اللهيان خلال زيارته إلى بيروت، قال بشور “أن مفتاح هذه التصريحات يتلخص بكلمة هامة، وهو أننا على أبواب استقرار وحل في هذه المنطقة، وهذا الكلام لا يصدر عن وزير مخضرم كالسيد عبد اللهيان لولا أنه يمتلك معطيات تؤكّد اقتراب المنطقة من تسويات معينة، ليس اتفاق وقف النار في غزّة إلاّ بداية لها.
بدون شك هذا الموقف الإيراني يجب أن يؤخذ على محمل الجد، ويجب أن تؤخذ على محمل الجد هذه الزيارة التي تريد الجمهورية الإسلامية من خلالها أن تؤكّد أنها جزء من المعادلة القادمة، خصوصاً بعد الاجتماع الخماسي الذي عُقد في باريس أو حتى في الرياض ولم تكن الجمهورية الإسلامية حاضرة فيه.
وبعدهذه التصريحات التي جاءت من بيروت يضيف بشور “جاء موقف رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي التي طالبت بإسقاط عضوية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة لتكشف أننا على أبواب مرحلة جديدة من الصراع، مرحلة يتكامل فيها الموقف السياسي مع الموقف في الميدان، وبالتالي يطرح إمكانية إسقاط عضوية هذا الكيان من الأمم المتحدة وهو ما طالبنا به في عدّة ملتقيات ومنتديات بدءاً من “المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين” قبل سنوات، والذي ترأسه آنذاك الراحل الكبير رامزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق، وصولاً إلى المؤتمر القومي العربي الذي أقرّ في دورته الأخيرة العام الماضي 2023، السعي من أجل تحرك عالمي لإسقاط شرعية الكيان الصهيوني الدولية، وإسقاطه من الأمم المتحدة، وصولاً إلى المؤتمر العربي العام الذي يؤكّد في العديد من اجتماعات لجنة متابعته الدورية على هذا المطلب الشرعي لطرد الكيان الصهيوني من المنظمة الدولية والتي تشهد الأيام على انتهاكات متواصلة من قبل الكيان الصهيوني لقراراتها ومواثيقها.