
شجون ورسائل في الذكرى 736 ليوم تحرير مدينة طرابلس الفيحاء/ لبنان كتب الدكتور محمد رامز الحموي
متولي وقف مجمع النور التربوي ورئيس مجلس أمنائه،
في هذه الذكرى العظيمة، تجمعنا لوحة جميلة من عبق ذكريات الماضي ومجده؛ ذلك المجد الذي لم يغب يومًا، ولا أراه يزول أو يُمحى أو يغيب بإذن الله.
في ذكرى تحرير المدينة من مغتصبيها الإفرنج عام 1289م، نستذكر حصن الشام الساحلي الأول، الذي كان تحريره وإعادته إلى الجسم العربي والإسلامي حلمًا أرق راحة كثيرٍ من الولاة الصادقين وحياتهم، حتى كتب الله مجد التحرير لسلاطين المماليك، رحمهم الله، وكان مفتاحُ هذا المجد على يد السلطان المنصور قلاوون، رحمه الله تعالى، مؤسس طرابلس الجديدة.
وليس بعيدًا عن أجدادنا المماليك، فإننا ندين لهم بما جعلوا لطرابلس من مكانة كبيرة، عاصمةً ثقافية ومنارةً علمية بارزة، تغنّى بها العالم ولا يزال.
وقد صُنّفت طرابلس عاصمةً ثانيةً للمماليك بعد القاهرة، بمساجدها وخاناتها ومدارسها التي اشتعل فيها تاريخ العزّ لأكثر من سبعة قرون، بخيوط مجدٍ شابت لها رؤوس آبائنا وأجدادنا، بصبرهم ورباطهم وتضحياتهم.
وحتى لا يذهب بنا الوفاء للمماليك بعيدًا عن إنصاف غيرهم، فإننا ملزمون بالتوقف عند حقبة بني عثمان المباركة، التي جعلت من طرابلس أكبر الولايات الشامية على الإطلاق، تمتد من الإسكندرونة شمالًا حتى مشارف بيروت جنوبًا، متضمنةً تبعية حمص وحماة وسواها من مدن الشام وأعمالها.
في ذكرى التحرير،
بقيت الفيحاء، في العصر الحديث، تمخر عباب مجدها في دولة لبنان الحديث بانتمائها ووطنيتها، مدينةً صامدةً، مقاومةً لكل أشكال التهميش والإهمال، فارضةً نفسها رقمًا صعبًا، وعاصمةً ثانيةً لا تقبل إلا أن تكون مدينة قرارٍ، ومركز تأثيرٍ، ومعلمًا خالدًا من معالم العلم والفضل والرقي.
في ذكرى يوم التحرير،
ترفع الفيحاء تمنياتها لأبنائها، أن يكونوا على قدر الانتماء لها، وأكثرَ إعمارًا وتحديثًا وعملًا، بعيدين عن أساليب الإساءة التي يمتهنها البعض، والانتماءات والحسابات التي لا تشبه تربيتنا وأصالتنا وتعلقنا بهذه المدينة التاريخية العريقة.