مقالات

إسرائيل خائفة ..محمد أسوم

وهذا ليس سرا ، بل هي تعلن ذلك كل يوم ..
٧ أكتوبر زلزل كيانها وأظهرها هشة وفضح إمكانية زوالها بسهولة إذا تخلى عنها الغرب ..

■ إسرائيل تقصف سوريا مرارا وتكرارا وتعلن أنها تفعل ذلك لأنها فقدت حارسها الأمين بشار الأسد ، ولأنها تخاف من هجوم جديد يشبه ٧ أكتوبر ينطلق من الجنوب السوري ..
وهي ترفض اي اتفاق بين تركيا وسوريا ، لأنها تخاف أن تقيد تركيا حركتها في سوريا
هي تريد سوريا مقسمة ضعيفة تأكلها الحروب الطائفية وتنخرها الأزمات الاجتماعية والاقتصادية
كل مشهد غير هذا المشهد بالنسبة لها تهديد وجودي

■ إسرائيل شنت حربا مدمرة على حزب الله ، على الرغم أن الحزب لم يخط خطوة واحدة باتجاه شمالها ، وعلى الرغم من أن الحزب لم يدخل فورا في طوفان الأقصى إلا بشكل خجول ضمن قواعد اشتباكات لا تغني ولا تسمن من جوع ..
والسبب هو خوفها من وجود قوة مسلحة أيديولوجية على حدودها قد تفكر يوما ب٧ اكتوبر جديد في شمالها ..

■ إسرائيل بسبب خوفها ، ترفض أن تستسلم لهزيمتها في غزة ، ترفض أن تتقبل فشلها في تحقيق أهدافها رغم أنها هشمت نفسها ودعايتها عالميا بسبب حرب الإبادة الجماعية التي قامت بها على مدى خمسة عشر شهرا
ولذلك هي لا تريد جولة مفاوضات جديدة ، بل تريد الشعور بالأمان من إمكانية بقاء حما#س في غزة ..

وهي تعاني من انقسام حاد فيها بسبب هذا الخيار
حتى الجيش الإسرائيلي يتقدم خطوة ويتراجع خطوات ويعترف بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى في الجولة الأولى ..
فما تفعله في غزة ، ليس الا ترجمة عملية لحالة الخوف الشديد التي استبدت بها ..

■ ٧ اكتوبر ، زلزلها ، وجعلها تخوض حربا على كل الجبهات ، وعلى من كانت تعتبرهم أنهم لا يشكلون خطرا عليها رغم شعاراتهم بزوالها ..

لم يعد للسياسة مكان فيها ..
كل كلام السياسة بالنسبة لها هراء ..
تريد الأمان فقط وليست السيطرة كما يردد الكثيرون …

إسرائيل فقدت امانها ، وهو الشيء الوحيد الذي كانت تمتلكه مع وجود أنظمة وقوى كانت تحافظ عليها وتلعب معها في دول الطوق ..

الهجرة العكسية تزداد ..
وقدوم يهود جدد إليها بات مستحيلا ، حتى لو ملأت كل الأرض مستوطنات ، طالما أن هناك غزة وضفة ، وطالما أن هناك جيشا إسلاميا مجاهدا يكبر وينمو في سوريا ، وطالما أن هناك حزبا إيرانيا لا يزال يمتلك ترسانة من الأسلحة رغم قبوله بالخروج من شمال الليطاني ..

هذه حقيقة ما يجري
وكل ما تقراونه عن خططها التوسعية وسيطرتها وعودة حلمها بإسرائيل الكبرى هو مجرد أوهام …

قلنا هذا الكلام ، ونكرره ..
طوفان الأقصى أطلقته حما#س ، لكنه خرج من يدها ويد إسرائيل ويد العالم كله …
هو في تدبير الله لتحقيق وعده …..

ووعد الآخرة سيتحقق يقينا ..
وكل ما يحدث في العالم بدءا من سياسة ترامب التي تمهد لتفكك التحالف الغربي وربما تفكك المنظومة الدولية ، ومرورا بغرق روسيا في أوكرانيا ، وصولا إلى تفكك الهلال الفارسي وتحسس إيران لرأسها ، كل ذلك يدل أن وعد الآخرة اقترب كثيرا :

((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))

((وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ))

محمد أسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى