
رسالة جَـمِـعـيٰـة الإصّـلاَح وَالإِنٰـمَـاءْ الإِجـِتـمَـاعـيِ فـيِ لُبـنـاَن للعهد الجديد
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ولدولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام،
إن ما نتمناه كلبنانيين في هذا الوطن الغالي هو أن نعيش في ظل عدالة اجتماعية وإصلاحية، تضمن استقراراً أمنياً وإنمائياً يعيد الطمأنينة إلى حياتنا اليومية. نرغب في أن تمتلئ بيوتنا بالحب والألفة، وأن تعود أصوات أولادنا ملؤها الفرح والسعادة الحقيقية، لقد طال انتظارنا لاستعادة كرامتنا الإنسانية التي سلبت منا عنوة، وتركنا نواجه آثاراً جسيمة تمثلت في زيادة الفقر، البطالة، والجهل الممنهج، فضلاً عن تفشي الأمراض، لاسيما الأمراض النفسية التي باتت تعصف بالكثير من شبابنا.
نحن لا نرغب في سعادة زائفة أو كآبة لا تنتهي، ولا في أحزان وآلام أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، بل نريد لحظاتٍ مليئة بالأمل، ولحياةٍ يعمها السلام الداخلي بلا خوف من الغد، نريد أن نعيش في مجتمع متماسك، يعمل معاً على بناء وطن يعكس أسمى معاني الكرامة، الشرف، والعنفوان، ويحمل في طياته قيماً نبيلة تحفزنا على العمل المشترك، لنحقق حياة كريمة ومستقبلاً أفضل للجميع.
لكن الطريق إلى استعادة قوتنا وعزتنا يتطلب أن نبني معادلة صلبة، ترتكز على حماية وطننا واستقراره. معادلة ثلاثية ثابتة لا تقبل التفريط، تتمثل في شعارنا “جيش، شعب، مقاومة”، وتقوم على الحرص المشترك في الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الشعب من أي تهديد داخلي أو خارجي. هذه المعادلة، كما تؤكد مبادئنا، تبدأ بحمل راية دستورنا وعقيدتنا، لأنها تمثل أساس قوتنا ووجودنا، نؤمن بأن مسؤولية القيادة تكمن في الحفاظ على كرامة المواطن وحمايته من كل شر قد يهدد وجوده، سواء كان هذا التهديد سياسياً أو خارجياً، لا يمكن السماح لأي طرفٍ، سواء كان صهيونياً أو أمريكياً، بالتفكير في المساس بسيادتنا أو محاولة تقويض كياننا.
كما ورد في القرآن الكريم، فإن الله تعالى قد كرم الإنسان كرامةً عظيمة، فحثنا على الحفاظ على هذه الكرامة وحمايتها: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” [الإسراء: 70]. إنّ هذه الآية الكريمة تدعونا إلى تمسكنا بهذه الكرامة، وأن نسعى جاهدين إلى تعزيزها في كل مناحي حياتنا، سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي، وأن لا نتنازل عنها مهما كانت التحديات.
إن المسار الذي يجب أن نسلكه في هذا العهد الجديد هو مسار يستند إلى هذه الكرامة، ويجب أن يتجسد ليس فقط في الأقوال، بل في الأفعال الجادة التي تعكس التزامنا بحقوقنا وواجباتنا، يجب أن يكون هذا العهد بداية جديدة، بداية فصل جديد في تاريخ لبنان، فصل يعيد للإنسان كرامته، وللوطن عزته، ولأمتنا مكانتها بين الأمم.
فلنعمل معاً، يداً بيد، لتحقيق هذا الحلم العظيم، ونحن على يقين أن لبنان سيكون نموذجاً للحرية والعزة في عالم مليء بالتحديات، ولن يتوقف صمودنا أمام الرياح العاتية، فلبنان لن يرضخ ولن يستسلم، وسنظل قادرين على المقاومة والصمود مهما كانت الظروف.