
ماذا عن دور الناس؟ \ كتب: ربيع مينا
أين هو موقف المجتمع المدني والنقابات وشرائح المثقفين من هذه المهازل؟.
إن العهر والنفاق السياسي الذي يمارسه البعض في لبنان لم يشهد له التاريخ مثيلا.
إن الإقطاع السياسي و الكانتونات الحزبية المتحالفة مع رأس المال المستغل للسيطرة على إقتصاد لبنان لا بد من أن تتمكن طبيعياً وحتمياً من السيطرة على العمل السياسي لخدمة التحالف و التحاصص فيما بينهم على حساب الشعب و العمل على إخضاعه بالخديعة أو بالإرهاب حتى يقبل هذا الشعب الأمر الواقع و يخشى التغيير .
و أيضا” النفاق السياسي في لبنان الذي يمارسه تحالف الكانتونات الحزبية مع الإقطاع السياسي و المالي مدمر للعلاقات الإنسانية وأواصر الترابط الاجتماعي والوطني لأنه يولد حجما من عدم الثقة في أوساط المجتمع تقف عائقا في سبيل تطوره لأن أولى خطوات التطور أن تتوفر في المجتمع عناصر الثقة ما بين مكونات هذا المجتمع.
في لبنان هناك من يتحكم و يتصرف وكأن الناس مجرد قطيع من الأغنام يسوقونه كما يريدون. يتم التوافق بين القوى السياسية على الحصص و الصفقات، منظومة تتحكم برقاب الناس كما تشاء!
فماذا عن دور الناس، ولماذا يقفوا الناس متفرجين على “مسرحية” دون أن يتحركوا ويرفعوا أصواتهم معلنين رفضهم للمتاجرة بهم، ورفضهم لأن يكونوا مجرد دمىً متحركة أو حجارة شطرنج يحركونها في هذا الإتجاه أو ذاك؟
أين هو موقف المجتمع المدني والنقابات وشرائح المثقفين من هذه المهازل التي لم يعد لها وجود حتى في البلدان الأكثر تخلفاً ولا في البلدان التي تحكمها الديكتاتوريات وأجهزة القمع، لماذا لا يعلن هذا المجتمع رفضه لكل تلك المهازل؟
لماذا لا يعلنون تصدّيهم لأدوات الفساد التي تتحكم برقاب الخلق منذ عشرات السنوات؟.
بكفي