مقالات

بماذا انتصر الشعب السوري، وماذا يعني انتصاره ؟؟ \ كتب: محمد أسوم

سيقول قائل : بالدعم التركي ..
سيقول آخر : بالتوافق الأمريكي التركي الروسي..
سيقول ثالث : بضعف إيران وانشغال روسيا ..
سيقول رابع : بخيانات الأسد وجبنه ..

أما أنا فأقول : انتصر الشعب السوري بجهاده في سبيل الله وصبره وتضحياته ..
وأي شعب يصبر ويجاهد ويضحي سينتصر في النهاية ..

هذا الشعب قدم ١٥ مليون شهيد وجريح ومشرد في الأرض ، ولم يهن أو يستهين أو يتراجع عن هدفه …

وكل سبب آخر من الأسباب المذكورة ، إنما هو من تدبير الله عز وجل لهذا الشعب الصابر المعطاء العظيم ..

لو لم يثبت السوريون على مطلبهم برحيل الأسد
لو لم يعدوا ويستعدوا ويجاهدوا ويصبروا ويبذلوا الأنفس والمال ، لما دعمهم أحد ، ولما التفت إليهم أحد ، ولما راهن عليهم أحد ..

■ وقدر الله أن يكون نصر هذا الشعب ، ليس هزيمة لأقذر نظام في الأرض فحسب ، بل أيضا هزيمة لأخطر مشروع ضد أمتنا كان يستهدف ارضنا وثرواتنا وعقيدتنا وتاريخنا وهويتنا …

■ وقدر الله أن يكون هذا النصر العظيم ، من بركات وثمرات طوفان الأقصى ، بل هو نتيجة من نتائجه ..
حتى يعلم أهل غزة أنهم حرروا شعبا ، بل حرروا أمة بطوفانهم..وأن طوفانهم وتضحياتهم بدأ يتردد صداه في بلادنا العربية ..

■ وقدر الله أن يكون هذا النصر العظيم ، بعد مراجعات فكرية حولت رجال الميدان إلى رجال دولة ، يحملون العدل والرحمة للشعب السوري ، ويتخلصون من روح الثأر والانتقام ، ويمدون يد الخير والتعاون لكل الشعوب العربية والغربية ..
فكان نصرهم نصرا اخلاقيا حضاريا إنسانيا شكل أبهى وارقى نصر في الأرض ، قرب البعيد والعدو ، وزرع الأمل في النفوس بعصر مزدهر إن شاء الله ..

■ وقدر الله عز وجل أن يكون هذا النصر العظيم ، نصرا عسكريا وليس شعبيا ..
فلو كان شعبيا لكانت الدولة العميقة تتحضر حاليا للإنقلاب عليه بدعم من الأعراب ، كما حصل في مصر وتونس ..
اما وانه نصر عسكري ، فإن عملية اجتثاث جذور الشجرة الخبيثة تجري على قدم وساق …

■ وقدر الله عز وجل أن يكون هذا النصر العظيم ، براية التوحيد ، وبنهج توحيدي غير مذهبي ولا فئوي ولا حزبي ،
فالمجاهدون في سوريا من كل أطياف ومدارس أهل السنة الجماعة
وهذا يمهد لمشروع إسلامي حضاري يعم بلادنا أولا ثم يعم الارض بكاملها …

كما ان هذا النصر التوحيدي ، طوى ١٠٠ عام من تصدر رايات اليسارية والقومية فجمع تحت طياته العديد من القوميات ، ويسعى لضم ما تبقى ..

هذا فضل الله ورحمته …
والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم …

(( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ))

محمد أسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى