متفرقات

خبايا القصص القرآنيةقصة طالوت وجالوت✍️د.غنى أحمد عيواظة

قال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}

مر بنو إسرائيل بمرحلة خنوع وذل بعد تغلب أعدائهم عليهم وسلبهم التابوت الذي فيه سكينة من الله سبحانه وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون، فطلبوا من نبيهم، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل المتسلسلين، أن يرسل الله سبحانه لهم ملكا ليقاتلوا، مع أنهم يحاورون نبيهم، لكنهم أرادوا وضع شرط كخطوة بدائية قبل انتقالهم للجهاد، فأخبرهم نبيهم أن الله سيرسل لهم طالوت ملكا، فارادوا استبطاء الجهاد بوضع شرط ثان بأن الملك يجب أن يكون ذا مال، فقال لهم النبي ستكون لكم إشارة من الله سبحانه بأنه المختار للجهاد حين تحضر الملائكة لكم التابوت بما فيه، فيصل ذلك، فاندفعوا مرغمين للجهاد.
وتتوالى اختبارات إخلاصهم للقتال، بداية بوصولهم لنهر أن لا يشربوا منه إلا من اغترف غرفة ليبل فاه، فخسر الشرط كثير منهم ولم يتابعوا المسير، ثم بالثبات أمام جيش جالوت وكانوا كثر، فلم تحمل البقية طاقتهم على الثبات في أرض المعركة إلا فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وانتصروا، وبرز منهم داود عليه السلام ولم يكن حينها نبيا، ليخلف طالوت في بني إسرائيل لاحقا.
خبايا القصة القرآنية:
١- لا يبقى للأمة حجة من الجهاد حين تسلب عزها وإرثها الديني ومقدساتها وسكينتها، والمضي مع تحمل النتائج خير من المكوث في ذلك الشعور والمقام.
٢-وضع شروط وعراقيل في وجه الطاعة دليل على عدم الإخلاص، فينبغي الحذر.
٣-مخالفة أمر الله في بداية ما يريده منا يعكس لنا جليا النتائج.
٤- الله أعلم بمن خلق، وقد أخذ الله سبحانه بأيدي بني إسرائيل لحافة الجهاد حين جعل آخر طريق الإنكار والتقاعس نزول التابوت، لكن تأصل الجبن والمعصية في النفس تأخذ بأيديها نحو الدنيا والهلاك.
٥- كل اختبار في طريق الحياة بمثابة مفتاح لنصر أكبر، وما على العبد إلا الثبات.
٦- مرورك من اختبار ينبغي أن يعينك على الثبات في باقي الاختبارات، فذاك لا يعني نهاية المرحلة.
٧- الأمور عند التوكل على الله سبحانه لا تحمل شكلها الظاهري، فهو الناصر سبحانه.
٨- ثباتك في مرحلة يؤهلك لحمل لواء القيادة لاحقا إن استحقيتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى