مقالات

باختصار : من خلال قراءتي لسورة الإسراء : محمد أسوم

منذ عهد موسى عليه السلام إلى يومنا هذا ، قامت لبني إسرائيل ثلاث دول …

الأولى : ملك داوود وسليمان ( وهو ملك عظيم ) كما ورد في القرآن الكريم ، حيث علمه الله عز وجل منطق الطير وغيره ، وحيث سخر له الريح والجن ..حتى ملك الأرض كلها
فقد روى الطبري في تاريخه عن ابن عباس، وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: كانت الملوك الذين ملكوا الأرض كلها أربعة: نمرود، وسليمان بن داود، وذو القرنين، وبختنصر. اهـ.

وكل الدراسات التاريخية تثبت أن بني إسرائيل أفسدوا بعد سليمان عليه السلام في الأرض فسادا كبيرا
انتشرت بينهم الوثنية والإباحية والشذوذ
وكل الأنبياء الذين أرسلوا إليهم بعد سليمان عليه السلام تمت محاربتهم والتآمر عليهم ..
فنزل فيهم قضاء الله تعالى وأرسل إليهم من يشردهم ويقتلهم ويضطهدهم

الثانية : دولة حشمونائيم في حدود فلسطين وهي دولة كانت خاضعة لحكم الفرس ثم لحكم اليونان ..وهي لم تتجاوز الثمانين عاما ، انتهت بقضاء الرومان عليها

الثالثة : دولة إسرائيل في عصرنا التي أقيمت بقرار بريطاني غربي
وهذه الدولة حدودها الجغرافيا فلسطين ، اما حدودها السياسية والاقتصادية والفكرية فقد حكمت وتحكمت في العالم كله وأفسدت إفسادا كبيرا بالقتل والمذابح ونشر كل الرذائل والتحكم بالاقتصاد العالمي بالربا …

من هنا ندرك أن الله تعالى حين يقول : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ..
فإن المقصود بالأرض هنا ، هي كل الأرض وليس أرض المسجد فحسب ..

وبنو إسرائيل لم يفسدوا في كل الأرض إلا مرتين
الأولى بعد مملكة سليمان
الثانية في أيامنا هذه …

فاليوم نحن نعيش وعد الآخرة المذكور في القرآن الكريم
وقد ذكر الله تعالى أنه سيمد بني إسرائيل بالأموال والبنين وأنه سيجعلهم أكثر نفيرا ..
واليهود اليوم هم المتحكمون باقتصاد العالم كله
ويملكون جيشا قويا
ويستخدمون كل التقنيات المتطورة
وبالتالي هم الاكثر نفيرا وخاصة بالسلاح الجوي …وبكل سلاح امريكا واوروبا الذي في خدمتهم

ودليلنا على ذلك قوله تعالى في آخر سورة الإسراء :
(فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا )
وهذا ما حصل في دولة إسرائيل
فقد جمعوا أنفسهم من الشتات وأقاموا دولتهم بدعم غربي ، وعن طريق اللوبيات تحكموا بسياسة العالم وأفسدوا في كل الأرض

ولذلك نعم
نحن الذين سندخل المسجد عليهم في المرة الثانية
ونحن الذين سنسوء وجوههم
ونحن الذين سنتبر ما علوا تتبيرا
((فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ))

لكن المعركة معهم لن تنتهي بتحرير المسجد الأقصى
بل ستكون هناك معركة فاصلة بيننا وبينهم يتم القضاء فيها على ٧٠ ألف منهم …وهم جزء من جيش الدجال …
في هذه المعركة سيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله

وهذا معنى قوله تعالى : (وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يقاتل المسلمون اليهود، فينصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي تعال فاقتله ..
رواه البخاري ومسلم

وتفصيل هذا الحديث
( أن عيسى عليه السلام يقتل المسيح الدجال عند باب لد الشرقي، فيهزم الله اليهود ويقتلون أشد القتل. فلا تبقى دابة ولا شجرة ولا حجر يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء فيقول: يا عبد الله المسلم هنا يهودي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه لا ينطق..)
الحديث. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه

ملاحظة : كل المفسرين الذين قالوا إن المرتين حصلتا قبل الإسلام ، إنما قالوا ذلك لأن لبني إسرائيل دولتين في التاريخ ، ولأنهم فسروا كلمة الأرض بأرض بيت المقدس ، ولأنهم لم يشهدوا قيام دولة إسرائيل في عصرنا

ملاحظة ثانية : قال البعض إن المرتين حصلتا بعد الإسلام
الأولى في المدينة المنورة
الثانية في فلسطين في عهدنا
وهذا قول يجانبه الصواب
لأن يهود المدينة لم يكن لهم أي تأثير أو إفساد أو علو
بل كانوا قبائل يعيشون في المدينة تربطهم قرابة مع العرب ..

ملاحظة ثالثة : قال البعض إن المقصود في وعد الآخرة هم اليهود ، هم الذين سيدخلون المسجد وسيسوؤون وجوهنا ويتبروا ما علونا تتبيرا
وهذا خطأ كبير جدا
لأن الخطاب في أول السورة كان لبني إسرائيل
((وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين …))
وبالتالي حين يقول الله
((فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم ..)) فضمير المخاطب هنا يعود إلى بني إسرائيل وليس إلى جهة أخرى ..

والله تعالى أعلم

محمد أسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى