مقالات

في ميزان الربح والخسارة : قراءة أولية \ محمد أسوم

حزب#الله انتصر على العدو الإسرائيلي في جوانب عدة ، وإسرائيل انتصرت في أهم جانب ..

  • انتصر الحزب ببطولات مقاوميه في التصدي للزحف البري وتكبيد العدو خسائر هائلة
  • انتصر الحزب بقدراته الصاروخية التي فشل العدو في تدميرها والتي سيطر بها ناريا على الشمال الإسرائيلي ، ووضع تل ابيب تحت خطر التهجير
  • انتصر الحزب باستعادة قواه بعد الضربات القاسية التي كان من المتوقع أن تكون قاصمة
  • انتصر الحزب بإفشال الهدف الإسرائيلي بنزع سلاحه وتحويله إلى حزب سياسي
  • انتصر الحزب بفرض خياره بعدم السماح بعودة نازحي العدو إلى الشمال إلا بموجب اتفاق وقف النار
  • انتصر الحزب بدقة تصويباته نحو القواعد العسكرية في العمق الإسرائيلي ..

لكن كل هذه الانتصارات يقابلها هزيمة مدوية للحزب ..
وهي فك ارتباط جبهة لبنان بجبهة غزة ..
وكان هذا ما تريده إسرائيل أساسا
ولو وافق الحزب منذ البداية على الطلب الإسرائيلي لتجنب كل هذه الخسائر الكبرى في قياداته وجنوده ومقراته وبيئته ..

اذا تم إعلان وقف إطلاق النار غدا
فهذا يعني أن غزة عادت وحيدة من غير إسناد في مواجهة الإبادة الجماعية التي يقوم بها العدو مدعوما من الغرب المتوحش،..

سيقال : إن لبنان تحمل كثيرا ، وكفى
سيقال: إن غزة تقدر للحزب إسناده وتقدر قبوله بوقف النار
سيقال : إن الحزب قدم اغلى ما عنده ..

لكن كل هذا لا يلغي حقيقة الهزيمة للحزب في هذا الجانب ..
فلطالما اكد نصر الله أن جبهته مرتبطة بجبهة غزة ، وأنه لن يقبل إلا باتفاق شامل يشمل الجبهتين ..

ربما لا يعتبر الحزب هذا الأمر هزيمة له ، لأن هناك حقيقة يعلمها الجميع :
منذ البداية لم يكن الحزب يريد ان يخوض حربا مفتوحة مع العدو ، بل اكتفى بمواجهات شبه شكلية على الحدود تحت شعار الإسناد

العدو هو الذي استدرج الحزب إلى الحرب المفتوحة شيئا فشيئا ..
ظن أن ما يملكه من معلومات تخترق الحزب ، كفيل بإنزال هزيمة ساحقة به ..
فقام بعملية البيجر ، واغتال الامين العام وقيادات الصف الأول والثاني ، وزحف برا يريد الوصول الى الليطاني ظاهرا ، لكن الهدف حقيقة كان احتلال الجنوب كله وفرض الخيارات الإسرائيلية على لبنان سياسيا ..

هذه حقيقة ..
دخل الحزب في حرب مفتوحة مضطرا مستدرجا إليها ..
وحتى في الحرب المفتوحة ، لم تسمح إيران باستخدام الصواريخ الباليستية المدمرة إلا بنطاق محدود جدا
فبعد أن كانت المعادلة : الضاحية – تل ابيب
غير الحزب وبدل فصارت : الضاحية – حيفا، بيروت – تل ابيب

وحتى في معادلة الضاحية – حيفا ، لم نشهد سقوط ابنية ودمار هائل في حيفا كما نرى يوميا في الضاحية ..

كلام كثير سوف يقال بعد وقف إطلاق النار ، هذا إن حصل طبعا ولم ينقلب اليمين الصهيوني عليه اليوم ..
نريد ان نعرف أولا تفاصيل هذا الاتفاق لنرى ما هي المكاسب التفصيلية التي نالها العدو في الجبهة اللبنانية …

وإن غدا لناظره قريب
وتبقى غزة العزة صامدة بمعية الله لها ونصرته وتثبيته ..

محمد أسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى