اجتماع

رجالات من طرابلس: الفنان عمران ياسين ورؤية ثقافية ترسم ملامح المدينة

طرابلس، مدينة التاريخ والثقافة، تزخر بشخصيات مبدعة تركت بصماتها في شتى المجالات، ولا يزال تأثيرها مستمرًا في إحياء التراث والفن. من بين هؤلاء الرجال المبدعين يبرز اسم الفنان التشكيلي عمران ياسين، الذي بات رمزًا للإبداع والتجديد الفني في المدينة.

عمران ياسين ليس مجرد فنان تشكيلي عادي؛ بل هو صاحب رؤية ثقافية واسعة تسعى إلى إحياء الحركة الفنية في طرابلس وإشراك المجتمع المحلي في هذا المجال الحيوي. أسس ياسين “محترف عمران ياسين للفنون”، الذي أصبح ملاذًا للمواهب الصاعدة ومنصة لدعم الفنانين الطرابلسيين، حيث يشجع على تبادل الخبرات الفنية وتقديم أعمال تعكس روح المدينة وتاريخها.

من أبرز إسهاماته كان تنظيم “سمبوزيوم طرابلس”، الذي يُقام سنويًا في حديقة المنشية، ويجمع بين فناني الرسم والنحت والخط العربي ليمارسوا إبداعهم في الهواء الطلق وأمام أعين الجمهور. هذا الحدث الثقافي الفريد لا يقتصر على تقديم فنون بصرية مذهلة، بل يُعد تظاهرة اجتماعية تجمع سكان المدينة وزوارها، ما يعزز التفاعل بين الفن والمجتمع، ويعيد إلى طرابلس وهجها الثقافي.

عمران ياسين لم يكتفِ بتنظيم المهرجانات والفعاليات، بل أسهم أيضًا في تنظيم معارض فنية مثل معرض “الكاريكاتير”، الذي أُقيم ضمن فعاليات “طرابلس عاصمة الثقافة العربية”، تحت رعاية وزارة الثقافة اللبنانية. يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على فن الكاريكاتير كوسيلة للتعبير الاجتماعي والسياسي، محاولاً إيصال رسائل تحمل بُعدًا ثقافيًا وفكريًا للجمهور.

جهود عمران ياسين تتجاوز حدود الفن إلى رسالة أعمق: إعادة الحياة إلى مدينة غنية بتاريخها وجمالها، مدينة عانت الكثير لكنها لا تزال صامدة بروح أبنائها المبدعين. هو يؤمن بأن الفنون ليست مجرد وسيلة للعرض، بل هي جسر يربط بين الماضي والحاضر، ويُعيد صياغة الهوية الثقافية للمدينة في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة.

من خلال محترفه الفني، يواصل عمران ياسين العمل بجد لإلهام جيل جديد من الفنانين والمبدعين، مؤكدًا أن طرابلس ستظل دائمًا مدينة غنية برجالاتها الذين يسعون جاهدين لإعلاء شأنها وجعلها منارة للفنون والثقافة.

رجالات طرابلس كعمران ياسين هم الشمعة التي تُضيء في عتمة التحديات، يزرعون الأمل وينقشون الجمال في كل زاوية، ليظل إرثهم خالدًا في ذاكرة المدينة وأجيالها القادمة.

المصدر : 𝒯𝓇𝒾𝓅𝓸𝓁𝒾 𝒩𝓮𝓌𝓈

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى