
لا تخافوا عليها .. معها خير الناصرين ..محمد أسوم
كثيرون منا يستخدمون عبارة : ليس لهم إلا الله ، للإشارة إلى عزلة القوم أو ضعفهم أو عجزهم ..
حتى الذين يجمعون التبرعات للفقراء يقولون : ليس في الحال إلا الله ، ليستعطفوا أهل العطاء لهم ..
القوم الذين ليس معهم احد إلا الله هم أقوى قوم في الأرض ، لأن الله تعالى هو القوي العزيز القدير الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون …
والإنسان الذي ليس في عونه إلا الله ، هو أغنى رجل في العالم ، لأن الله حسيبه وكافيه ومدبر أمره ..
■■ فلنقرأ ماذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم :
((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا))
((وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا))
((فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا))
■■ ولنقرأ ماذا قال الله للمؤمنين :
((وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا ))
(( وَاعْتَصِمُوا بِالله هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ))
((بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ))
هو خير الناصرين ….
فلا تخافوا على غزة …
تخلى عنها القريب والبعيد ، واجتمعت عليها قوى الكفر والنفاق العالمية ، وجاؤوها من فوقها ومن أسفل منها، ومنعوا عنها الغذاء والدواء ، ولوثوا لها الهواء والماء ، وألقوا عليها ما يعادل عشرات القنابل النووية ….
ثم هي لا تزال صامدة تكبدهم الخسائر وتنكل بهم وتجعلهم عبرة لمن اعتبر ..
اسألوا كل المحللين العسكريين في الأرض
هل يمكن أن يجدوا تفسيرا عقليا أو علميا لهذا الصمود والاستبسال ؟؟
قرأت كثيرا لمحللين غربيين بل ويهود
وكلهم يقولون هناك أمر غريب في غزة
وبعضهم يقولها صراحة : هناك معجزة ..
■■ نعم : غزة معجزة القرن
السكينة ..
الصبر …
الثبات …
تسديد الرمي ..
الرعب في قلوب الأعداء ..
تكثير المجاهدين في عيون الأعداء ..
تقليل الأعداء في عيون المجاهدين ..
القدرة على إظهار الحقيقة في الإعلام ..
القدرة على إعادة تدوير الصواريخ التي لم تنفجر
كلها جنود لله ومن الله عز وجل …
فعندما نقول : لك الله يا غزة
فمعنى ذلك أنك أقوى مدينة في الأرض ، وأن جندك هم الغالبون بإذن الله ..
وكل ما أصابك من القتل والهدم والألم ، ليس إلا ابتلاء على قدر الإيمان وعلى قدر العزيمة ..ليرفع الله مقامك بين الأمم ..وليمهد الله بك طريق العزة والنصر والتمكين ..
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ …
محمد أسوم