مقالات

يمتهنون السياسة لأجل مصالحهم، ودور الإعلام كشف الحقيقة والتصويب \ أسامة إسماعيل

إن أكثر الذين يمتهنون السياسة، والحزبيين في لبنان يعتمدون في مواقفهم وخطاباتهم وأدائهم وسلوكهم على الإيديولوجيا والإنتماء إلى المذاهب والطوائف والعواطف الجماعية والشعبية واستغلال الأزمات المالية والإقتصادية. وهؤلاء يريدون الحصول على أثمان ومكاسب إنتخابية وشعبية وإقتصادية، فليس هدفهم تحسين الأوضاع العامة والتنمية والعدالة والحرية الحقيقية، بل هدفهم هو الفوز بالإنتخابات وأكثرية شعبية عددية في هذه الطائفة أو تلك أو هذه المنطقة أو تلك، ومصالحهم المالية والإقتصادية ورضا الدول التي تدعمهم وخدمة نفوذها ومصالحها.
 إن هؤلاء السياسيين والحزبيين لاينطلقون من عقل وإرادة فرديين بل من إيديولوجيات ومعتقدات وعواطف جماعية وشعبية ومصالح شخصية َوفئوية. وإن الديموقراطية الإنتخابية العددية الطائفية الحزبية العشائرية المرتبطة بالخارج تشجع هؤلاء على المضي في هذا النهج والخطاب والأداء والسلوك، وتساعدهم في ذلك وسائل إعلام تابعة لهم أو ممولة جزئيا"أوكليا" من قبلهم.
دور الإعلام الحقيقي

الإعلام الحقيقي هو الإعلام الحر المستقل النخبوي التثقيفي والإرشادي والناقد والتغييري والتنموي، ودوره أكبر وأوسع من نقل الأخبار والصور وتقرير الواقع والتسويق والدعاية لمن يمتهنون السياسة، والحزبيين وانتخاباتهم وعرض مسرحيات خلافاتهم وصراعاتهم وأزماتهم وتشجيع التدخلات الخارجية في السياسة المحلية لما يخدم هؤلاء أو أولئك لامصلحة البلد والتنمية والعدالة والحرية والإستقلال الحقيقيين. وإن صورة النخبوي الحر المستقل غائبة عن شاشات معظم وسائل الإعلام والتواصل وصفحاتها، وإن الصورة المهيمنة على معظم هذه الوسائل هي صورة هؤلاء “السياسيين” والحزبيين الذين يفرضون موضوعات وقضايا لاتخدم مصلحة البلد ولامصلحة الفرد النخبوي الحر المستقل وحقوقه ولاتدخل في صلب اهتمامه وأولوياته بل تخدم مصالحهم ونفوذهم وغاياتهم الإنتخابية والشعبوية.
لاأحد معصوما”
لاأحد معصوما”، وكل من يتعاطى السياسة الداخلية والخارجية في هذا البلد معرض للوقوع في أخطاء فكيف إذا كانت هذه الأخطاء مستندة إلى شوائب وأخطاء عقائدية وإيديولوجية وطقوسية؟ وكل الإيديولوجيات والمذاهب والطوائف فيها شوائب وأخطاء بنسب متفاوتة، ولكن النظام الديموقراطي الإنتخابي العددي الطائفي الحزبي يفسح المجال أمام استغلال المذهب والطائفة والإيديولوجيا من قبل “السياسيين” والأحزاب دون تمييز بين ماهو إيجابي وماهو سلبي وماهو خطأ وماهو صواب. فالسياسة الإنتخابية الشعبوية الحزبية تتوسل الإيديولوجيا والمذهب والطائفة والعاطفة والحاجة المادية والإقتصادية، فيما السياسة النخبوية تتوسل العقل وإلارادة الفرديين والعلم والحرية والإستقلال لأجل تحسين الأوضاع والتنمية، ومايحدث هو جدال ومسرحيات صراع ضمن دوامة السياسة الإنتخابية الشعبوية الحزبية الطائفية المرتبطة بالخارج. والكل في هذه الدوامة يخطؤون ولكنهم لايمارسون النقد الذاتي ولايقبلون الإعتراض والنقد من قبل الآخر لأن هؤلاء وأولئك يخاطبون المعتقدات والعواطف والآراء الجماعية والشعبية، وبعبارة أخرى “القطيع الجماعي والشعبي”، لاالعقل والإرادة الفرديين والمثقف النخبوي الحر المستقل الذي لايخدمهم ولايتبعهم، و يظهرون مسرحيات صراعاتهم كأنها صراعات بين مذاهب وطوائف رغم أنهم لايمثلون جميع المنتمين إلى هذه المذاهب بالولادة والاعتناق!!!
هذه الصراعات ليست لأجل مبادئ وقيم الحرية والإستقلال والسيادة والعدالة والإصلاح والدولة الحقيقية القوية والتنمية المتوازنة بل لأجل مصالحهم ونفوذهم واللعبة الدولية الإقليمية، وإن نسبة الصدق في هذه اللعبة ومسرحيات صراعاتها ضئيلة جدا”. فأين هي قيم الحق والحقيقة والعدالة والحرية والإستقلال والكرامة والأمن في هذه اللعبة؟ ومن يحاسب المحتل والمعتدي ومجرم الحرب؟ ومن يحاسب الفاسد السياسي والمالي والإداري والإجتماعي ومن يثرى ويغنى على ظهر غيره بصورة مشبوهة؟ ومن يردع المزعج والإستفزازي والمؤذي والمتطفل والمتسلط والفوضوي؟؟؟
أسامة إسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى