مراتب الخذلان ..من الأخوة والخلّان \محمد أسوم
كم توقفت أمام قول النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك الطائفة المنصورة من الله في بيت المقدس :
لا يضرهم : من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ..
توقفت مرارا وتكرارا أمام هذا الوصف الدقيق لإيمانهم وصبرهم وثباتهم وإصرارهم وعزتهم ..
■الخذلان لا يكون إلا من الذين تتوقع منهم أن ينصروك أو يدعموك أو يدافعوا عنك أو يتأثروا لأجلك ..
■والمخالفة تكون عادة من الذين يرفضون نهجك وطريقك وطريقتك في مواجهة الأعداء ..
لذلك ، كان الخذلان أصعب وأشد على المجاهدين دائما ..
والخذلان مراتب ..نعم مراتب ..رتبتها من الأخف إلى الأشد وفق ما يلي :
- من يقاتل ضمن ضوابط وحدود وهو قادر على إيذاء العدو أكثر بكثير
- من يدافع بالكلام فقط وهو قادر على القتال
- من يقف على الحياد وكأنه لا شيء يحدث ، وهو قادر على التدخل
- من لا يتظاهر ولا يقاطع ولا يتبرع ولا يكتب ولا يخطب ولا يدعو وهو قادر على فعل كل ذلك ..
- من ينتقد ويهاجم حيث كان من المتوقع أن يؤيد ويناصر
- من يدعم العدو بالموقف سرا ، كي لا يفتضح أمره
- من يدعم العدو بالموقف علنا
- من يساند العدو إعلاميا وماليا وعسكريا او بما يحتاجه من عتاد وعدة
- من يظهر الفرح بانتصارات العدو ، ويرقص ويحتفل باستشهاد قادة المجاهدين ، ويرقص ويحتفل على جراحات المسلمين وشلالات الدم فيهم
- من يعلن أنه وسيط وهو يميل للعدو ويضغط على المجاهدين كي يرضخ ويستسلم
- من يعلن استعداده للمشاركة في ترتيب اليوم التالي للحرب بعد هزيمة المجاهدين وانتصار العدو
- من يمد العدو بالمعلومات عن المجاهدين ومواقعهم ومواقع قادتهم ليتمكن منهم
- من يشارك العدو في الميدان ، ويرسل جنودا ليقاتلوا معه ..
تقريبا هذه مراتب الخذلان من الأخوة في الدين أو الدم أو الوطن أو القومية ..
ماذا لو اجتمع كل ذلك في وقت واحد ضد ثلة مؤمنة تواجه حقدا صهيونيا صليبيا وثنيا وتتعرض لإبادة جماعية بأقذر وأبشع وأحقر وسائل الإجرام ؟؟
هنا غزة
التي تنظر إلى خذلان أبناء فلسطين ، وابناء الامة العربية والإسلامية لها ، دون أن تبالي
هنا غزة ….
المنتصرة في ٧ أكتوبر
المنتصرة في صمودها طوال ٣٢٠ يوما
المنتصرة في ثباتها في المفاوضات
المنتصرة في صبرها واحتسابها على أبشع المجازر ضد أطفالها ونسائها وشيوخها ..
هنا غزة ..
لا يضرها من خذلها
لا يضرها من خالفها
وهي ظاهرة على عدوها
حتى يأتيها أمر الله بالتمكين ..فتخرج من هذه الحرب شامخة عزيزة..ويسعى الخاذلون إلى تقبيل نعال أطفالها ونسائها وشيوخها ومجاهديها وقادتها ..
وأمر الله آت قريبا جدا بإذن الله ….
محمد أسوم