مقالات

بين الكهرباء لساعتين والعتمة الشاملة لايام ، طفح الكيل يا سادة ! \ نبيل الزعبي

مرةً اخرى وربما هي المائة بعد الالف او العشرة آلاف ، يجد اللبنانيون انفسهم رهينة أمزجة ونكد تيار سياسي يدّعي الإصلاح والتغيير وهو يتشبث بوزارة الطاقة وتكاد تصرفاته جميعها تدخل في خانة الخداع ، ان لم يكن التآمر على الشعب اللبناني ، و”الاستلشاق” الدائم في تركه اسير العتمة والظلام منذ تنكُّب مسؤولية الطاقة فكان نكبةً بكل ما للكلمة من معنى ، لشعبٍ منكوب بأقزام سياسة وحديثي النعمة بها ، وكأن هذا الشعب كان ولم يزل طوال تلك السنين على تحكُّم هؤلاء بالطاقة ، هدفاً للانتقام والتشفي امام أشباه بشر لا يعترفون بآثامهم وهم يمعنون في الاستيلاء على وزارة الطاقة ولا يرف لهم جفنُ حياء ليقرُّوا بفشلهم امام الجميع وليتركوها لغيرهم ، لربما كان هذا الغير افشل منهم فيعطيهم صك براءة ، ام انهم يدركون مدى خطيئتهم في هذه الوزارة وباتوا يخفون كل معالم جريمتهم فيها ولا يناسبهم البتة ان تنكشف وينكشفوا امام اللبنانيين جراء ما أنتجته سياساتهم الفاشلة من دمار وتدمير لهذا القطاع . ليعذرنا اللبنانيون وقد حرصنا على تحاشي كل مداخلات الشتائم والسباب التي يتعرض لها وزير الطاقة وحاشيته صباحاً مساء على السنة الصغير والكبير من ابناء الشعب الذي لم يزل يعيش صدمة العتمة الشاملة التي تكرر له معاشاتها من جديد عشية يوم السبت السابع عشر من شهر آب ، وليزيد من اشتداد الصدمة ان كل ما اقرّه مجلس الوزراء لشراء الفيول من السوق المحلي لتجنب العتمة ، لم يكن ليصمد امام وجود مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان في اجازة ، وادعاء عضو آخر في مجلس الادارة للمرض وبكل خفة وانعدام للمسؤولية وكأن الموضوع برمته لا يعني بلداً يعيش أقصى لحظات القلق والخوف على المصير في ظل انعدام كل أفاق الاطمئنان وتبديد الهلع الحاصل الذي لم يجد رئيس حكومة تصريف الأعمال لمواجهته سوى الدعوة إلى الصمت والصبر والصلاة ! ويا ليته أكمل عبارته بتوجيه الشعب اين “يباع” الصمت والصبر وقد نفذا لدى اللبنانيين ،وصار متوجباً عليه المواظبة على صلاته وتكثيف أدعيته إلى الخالق كي يحميه سواء ممن
“يخونّونه”هذه الايام او الذين لا يتركون مناسبة إلا للتطاول على صلاحياته وصارت معضلة الكهرباء بحد ذاتها مقياس فعالية وجوده في السراي الحكومي وعدمها وهو العاجز امام “دبابير” وزارة الطاقة الذين يقفون معارضين لمشروعه الخاص “نور الفيحاء” الذي وعد به ابناء مدينته يوماً ونفض إيديه منه على طريقة “ما خلّونا” ايضاً وكأنه في حكم مسؤولياته الأساسية لا يعرف ولا يدرك ان الفيول او المازوت والغاز المسيّل ، كلها حاجات استراتيجية لتوليد الطاقة ومن الإساءة لحكومته ان تلجأ إلى شراء هذه المواد من السوق وفق حاجة كل يوم بيومه وتلك الطامة الكبرى التي تدفعك للتنقيب في قواميس السياسة عن الفوارق بين رجال الدولة وتجار الشنطة والبلد كله صار تحت رحمة التاجر الكبير والصغير بدءاً من رغيف الخبز وحبة الدواء إلى كهرباء المولدات ومن يستفيد من وجودهم ويقدم لهم الدعم والحماية ، ومن هم المسؤولين الكبار في السلطة واتباعها الذين يتولون ذلك !
من هنا ، تزدحم التساؤلات وعبارات الاتهام والتشكيك بكل ما له شأنُّ بالطاقة الكهربائية في لبنان :
-كيف يُسمح لمدير عام مؤسسة كهرباء السفر في اجازة والبلد يعيش احتمالات الحرب مع العدو الصهيوني في اية لحظة كانت ،
-إلى اية جهة سياسية ينتمي محلس ادارة المؤسسة الذي مرض احد اعضائه او تمارض متسبّباً في ادخال البلاد في العتمة الشاملة الممتدة على ايام وايام ،
-من المستفيد من عدم تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء ويماطل لما فوق العشرة سنين وما هي مصلحته في ذلك ! اخيراً ، ومع كل الاحترام لقواعد التيار السياسي الذي يتحكم بالطاقة نقول : اضغطوا على رفاقكم وواجهوهم بالنصيحة وما يقوله الشعب اللبناني فيهم ، اللهم إلا إذا كنتم واياهم مخلوقات فضائية اصابها العمى فلا ترى سوى مصالحها وحسب وقد طفح الكيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى