تلوين المصطلح بين الجهاد والمقاومة والثورة \ بكر أبوبكر
يعدّ فعلُ مواجهة المحتل ومقاتلة الظلم والاستخراب (الاستعمار) ومقارعته
ثورة
أو كفاحا
أو نضالا
أو مقاومة
أو حربًا شعبية
أو جهادًا …ما هو جائز
رغم الاسباغات او التلوينات أو التأويلات على المصطلح
فحيث هي ثورة فهي هجومية تغييرية شاملة وأخذت بسياق القائم
وحيث هي جهاد تحلقت حول المصطلح القرآني الجميل ذو الأبعاد الكثيرة
وحيث هي مقاومة أخذت بمكوّن تجارب دفاعية منها التجربة الفرنسية ضد النازية
وحيث هي كفاح وطني ارتبطت بمضامين الثورة الجزائرية، وفكرة الكفاح ضد”قابلية الاستعمار” بمصطلح المفكر الكبير مالك بن نبي.
وحين تكون حربًا شعبية فهي استلهمت من الثورة الصينية والفيتنامية وغيرها
وعندما تكون نضالًا فهي تأخذ بكافة الاشكال والوسائل.
لذا يجوز استخدام اي من المصطلحات، ولكن المرفوض منها احتكار فصيل أو حزب عتيق أوحديث لأي من المصطلحات لذاته دونًا عن الأمة والشعب وكافة منظماته.
كما لايجوز احتكار الاسلام والاسلامية، ولايجوز احتكار الوطن والوطنية فكلنا مناضلون ثوار مقاومون بكل الاشكال، وكلنا اسلاميون كمسلمين، وكلنا في الوطن وطنيون وعروبيون حضاريون.
جَهِد عقل الاستخراب (الاستعمار) الغربي والراكضون خلفه في تحطيم عدد من المصطلحات والتي منها الاسلام، والشريعة، ومنها العرب والعروبة وحضارتنا المتميزة، ومنها التسامح والاجتهاد ومعناه التعددي العظيم، …الخ، ولم ينجح بما يتعلق بذات القرآن. فالقرآن بين أيدينا إذ خاب سعي المخربون عبر العصور، ولم ولن ينجحوا.
حاول عقل الاستخراب ولربما نجح في تشويه مصطلح الجهاد هذه الأيام، فأصبح المتطرفون يطلق عليهم “الجهاديون” أو تنظيمات جهادية وهذا كلام يقصد به تشويه فكرة الجهاد الاسلامية سواء الخارجي منه أو الداخلي (من النفس للنفس، اومنها الى النفس الاخرى) او الجهاد الكبير (بالكلمة والقرآن) أو الاكبر (مقاومة المحتل بالدفع أو ردّه بجهاد الطلب ضمن شرائط واضحة للمعنيين، وحيث وحدة القرار). والجهاد الأصغر(النفس).
يقول المولى عز وجل في سورة الحج: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40))
وعلى ذات المنوال في إماتة وإسقاط وتشويه مصطلحات سواء إسلامية حضارية، او عربية اسلامية-مسيحية أصيلة، يتم تحطيم وقتل مصطلحات وثقافة ورموز المواجهة المذكورة أعلاه، والتي مع تباينات بالمعنى مفهومة، آخذين بالاعتبار طريقة الاستخدام وتوقيتها ومرجعيتها، فهي ضمن إطار الآيات الكريمة أعلاه التي أجازت القتال او الجهاد أو الثورة أو الكفاح ضد الظلم والذي أساسه الطرد من الديار أو منع التوحيد.