صلاح خلف (أبوإياد) والاختلاف، والرِعاع
بكر أبوبكر
في الردّ على عددٍ من الأخوات والأخوة الكرام الذين تواصلوا معي، واشتكوا بمرارة من الحملات المسعورة اليوم التي يتم شنّها على الثورة والمقاومة والنضال الفلسطيني قديمًا وحديثًا، وبتعجب منهم أن تطال قائد أو أكثر من شهدائنا الكبار والرموز العريقة، آثرت البدء بالترحم على كافة الشهداء، كافة شهداء فلسطين بالطبع وشهداء الأمة في سبيل فلسطين وفي سبيل الحرية وضد الظلم والاستخراب (الاستعمار) والاحتلال والاستبداد.
واخترت أن أخاطب الكل عبر الواحد من خلال أحد كبار القادة الشهداء وهو الأخ صلاح خلف (أبوإياد) الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح وعقلها السياسي والأمني والاستراتيجي الفذّ بإطار ردي كالتالي:
رحم الله معلمي وأستاذي وقائدي، قائدنا جميعًا، الأخ أبوإياد الذي لم نملّ يومًا بالكتابة عن مآثره الكثيرة ولن نمل. لن نملّ ولن نتوانى عن ذكرِهِ الطيب، وعن ذكر القادة الكبار أجمعين.
إن القائد الفذ صلاح خلف أبوإياد وكلّ الجيل المؤسس هم الذين على أيديهم تربّينا على حُب فلسطين أولًا، فهي البوصلة فقط، لا شرقية ولا غربية. وهي المقياس وهي المحور ومن يلتف حولها فأهلا به وسهلاً، وإلا فلا.
مدارس رحابة ومحبة ونقد
وتربينا منهم على حُب أهلنا وناسنا، شعب فلسطين، وضرورة تضحيتنا بأنفسنا نحن كمناضلين ومقاومين وثوار من أجلهم، من أجل هذا الشعب الذي رَفَعَنا، ورفع القيادة الثورية على أكف المحبة والوفاء والولاء، وما خذلوا شعبهم أبدًا فاستشهدوا ليحيا الشعب الفلسطيني بكل كرامة، وعلى درب تحرير الأرض، جيلٌ يسلم جيل حتى النصر.
على أيدي الرواد الأوائل للمقاومة الفلسطينية منذ الانطلاقة عام 1965 بل وما قبلها من مقاومة وثورات وجهاد وكفاح، على أيدي القادة المؤسسين، وفي ظل القيادة التي حققت المستحيل بالاعتراف العالمي بفلسطين والوطنية والكيانية والهوية المنتزعة من فم الذئاب، تعلمنا الدرس الأول في القضية.
وفي مجالسهم وندواتهم ولقاءاتهم المرحابة المحبّبة فهِمنا وعَقِلنا فكرة الثورة والمقاومة والنضالية والديمومة بكافة الأشكال وعبر تعدّد السُبُل لهذا الشعب البطل.
(السير بخط متعرج كما الحال حين السير بحقل الألغام كما كان يردد الخالد ياسر عرفات).
وفي إطار رحابة عقولهم المنفتحة وتسامح فضاء تفكيرهم الواسع
واحتضانهم
تحاورنا
واختلفنا
وصرخنا
وصمتنا
وتناقشنا
وتجادلنا
بمحبةٍ غامرة
وبأدب الحوار والنقاش
والنقد
وضمن أسس الديمقراطية التي توازن بين القول والفعل، وبين المقبول والمرفوض، وأيضًا آخذين بالاعتبار مكان ومضمون وجوّ الحوار، وما يقال ومالايقال ولكل مقام مقال وليس كل ما يُعرف يُقال.
على أيديهم تعلّمنا أسسَ الحوار ومقابِلَه الالتزام.
وتعلمنا أن نفهم ما نقوله، وكيف ومتى وأين وأمام مَن؟ من ضروب فن الاتصالات والخطاب والحديث والكلمة المحترمة، والتعامل مع الجماهير، وفنون الاستماع والانصات والرد والتي كان الفذ صلاح خلف أحد مروّضي الكلمة الكبار.
كما تعلمنا أسُس النقد والنقد الذاتي، ما لم نستطع معه اليوم أن نتخلى عنه، في خضم العدوان الفاشي (الصهيو-أمريكي) على أهلنا الأبطال في غزة العظيمة، وغرق القطاع في وحل الإبادة الجماعية والتهجير و(مجزرة صبرا وشاتيلا) اليومية لهذا الصهيوني المتوحش، وتدمير غزة الممنهج -وبالضفة-فلا أرض ولا سماء ولا أرواح بقيت سليمة مقابل الوهن العربي، والعمى لدى بعض الأطراف الفلسطينية عن حقيقة المتغيرات وضرورة مراجعة الذات والتوقف عند الحقائق قبل فوات الأوان بمد اليد من الأخ الى الأخ.
عين الرضا وعين السخط
تعلمنا أن الحق أولى وتعلمنا قول كلمة الحق التي عدّها النبي عليه الصلاة والسلام من أعظم الجهاد، وفي تعلمنا للنقد كان الأدب الجمّ فلا شتم ولا تشتيم ولا إيذاء ولا تحقير مطلقًا، بل الأساس المُقاس عليه هو التعرض أو نقد الفكرة أو الرأي أو الموقف الذي بطبيعته متغير.
وما كان يومًا للاختلاف ما بين القادة الكبار-كما شهدنا- أن أدى
لا لتخوين
ولا لتكفير
ولا لتشهير صارخ
كما يحصل اليوم بلا خجل وعلى رؤوس الأشهاد.
شهدنا خلافات كثيرة بالرأي والمواقف بين الأخوة -سياسية وتنظيمية وفكرية…- ومنها ماكان بين أبوعمار وأبوإياد كمثال والتي سرعان ما يتدخل فيها بينهم كافة الأخوة من كافة ألوان الطيف السياسي يمينًا ويسارًا بل وأخوة عرب كرام أحيانًا فيحلوها، ليمتلئ وجه كل من الرجلين الكبيرين حبورًا وابتسامًا، وهما يردّدان-وكأن شيئًا لم يكن- قول الإمام الشافعي: وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ/وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا.
مَن فاتَهُ قطار التعليم المباشر وجها لوجه (الوجاهي) من مجالس هؤلاء الكبار فعليه أن يقرأ ويسأل ويستمع بتفكّر، ويتعلم منهم المبادئ والقيم والاخلاق أولًا، بعد فهم معنى أن فلسطين هي البوصلة.
وله أن ينتقد ولكن ضمن منظومة القيم العظيمة التي تجعل من الحب والوفاء والاحترام والأدب العنصر الرئيس في القول وبالرد.
ومن امتنع عن التعلّم من كتاب رب العالمين، ومن المعلمين الكبار، وارتبط بمسارات الطعن والسخرية والاستهزاء أو العبث أو الكذب والادعاء وإحداث الفتنة -وما أكثرهم على الشابكة ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم، خاصة المرئية منها- فإما جاهل استمرأ جهله، او منخرط ضمن لعبة أكبر منه أو حاقد، أومنحطّ الاخلاق أو عابث لا يرجى شفاؤه.
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: “النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ (أي حمقى عابثين) أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ” . ومن هؤلاء الرعاع على الشابكة (Internet) الكثير ممن يتصدرون الرائج trend!
إن من يعمي عن ذكر ربه سبحانه وتعالى، وعن القيم خاسر، ومن يعميه الحقد والغضب والشهوة والإفساد خاسر ومضلّل، ومن يعميه المُلك والسلطة والحُكم والتحزّب والطاعة العمياء فاسد.
المطاعن لا تبرر التقديس، لكنها تؤصل للوفاء
أما بالنسبة للحملة الإعلامية والمطاعن ضد حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح اليوم عامة، وربما ضد بعض قادتها المؤسسين، وضد الحركة الوطنية عامة فتجدون الكثيرين ممن ساروا ضمن هذا النهج الانتقامي والشخصاني الحاقد من جهة، أوغير السوي من جهة أخرى. وهو ليس بجديد أذ تمت كتابة عدة كتب بل وأجريت مقابلات مرئية وإذاعية لمن له صِلة ومن ليس له صِلة بالمقاومة الفلسطينية، وأحيانًا لمن هبّ ودبّ ضد الخالد ياسر عرفات وضد أبوالسعيد خالد الحسن، وضد جورج حبش وضد غيرهم الكثير. وردّ الكثير من المنصفين من الكتاب العرب والاجانب والفلسطينيين على كثير منهم سواء بالكلمة الملتزمة والأدب أو بشدة المناضلين والحجّة بالحجة، وبما هو”بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ -النحل 125″.
نعم، هم ليسوا قديسين وليسوا منزّهين. ومن المهم نقد المواقف والسياسات والأفكار بالدليل والحجة والمنطق، لكن دون مسّ ذات الشخوص وعوائلهم..الخ. ومن هنا نرفض تقديس الأشخاص لكن الاحترام والمحبة والوفاء والقيم هي الجدار المانع للتشويه والكذب والاتهام وصبّ نار الحقد من أفواه الموتورين والحاقدين والعميان.
وردًا على أحد الأخوة عن دوري الشخصي-وحقه أن يسألني فقلت-أما بالإعلام كإعلام في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح فأنا كشخص مهمتي بالحركة وزملائي هي الدورات السياسية والتنظيمية والدراسات والقضايا الفكرية والتثقيفية، ولي بالشأن كتبٌ كثيرة. وهي بكثير منها تستلهم سيرة الخالدين من شهدائنا الذين ضحّوا بأنفسهم لأجل فلسطين ولأجل شعبنا الفلسطيني البطل. وبالطبع على رأسهم أبطال فلسطين والأمة العربية أمثال الأخوة أبوعمار وأبواياد وأبوجهاد وأبواللطف وكمال عدوان وأبوعلي مصطفى، وعبدالوهاب الكيالي، وإسماعيل أبوشنب، والى جانب الساسة عديد المثقفين والمفكرين الكبار بالأمة…الخ.
ولا أجد أنا شخصيًا في الدورات أو الندوات أو الورشات والندوات أو في كتبي أو مقالاتي الا الإشارة الدائمة لهم في مئات المواقف والمشاهد والأحاديث المأثورة عنهم، لما في ذلك من نموذج وقدوة وقيم ومبادئ تحلوا بها -ونفتقدها بعدد من القادة اليوم- وتعلمناها وفيها تحفيز عظيم للجيل القادم.
رحم الله كافة الشهداء، ورحم الله القائد صلاح خلف الذي كان يردّد دوما القول المنسوب ل”فولتير” : “قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنًا لحقك في التعبير عن رأيك”.
“نتنياهو” والترويض الثقافي
وعن الحملة الموتورة القائمة اليوم ضد فلسطين، وضد الفكرة الوطنية وضد قادتها بضرب كل من حركة فتح والشعبية وحماس والجهاد ببعضها وبأساليب رذيلة -وليس بالنقد اللازم والمطلوب دومًا- فإن المَصاب جللٌ ولم يحدث منذ العام 1948 فيما يحصل في قطاع غزة، ما جعل كل من يمتلك حسًا ثوريًا أو مقاومًا أو كفاحيًا يراجع أفكاره عبر المسيرة، فيتوه أحيانًا ويحتار، ويحاول تلمّس المخرج فإما يتراجع وإما يتقدم، ويراجع ويخاصم ويعترض وهذا حقه، لكن مقابله بدأت قوى الظلام أو ما أسمتهم حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح بأدبياتها (النباتات المتسلقة) تعبث فقط لإحداث الفتنة وضرب النسيج الداخلي سواء الفصائلي أوالإسلامي-المسيحي العظيم، وتدمير الثقافة الوطنية النضالية كما تدمير الثقافة التشاركية الديمقراطية السلمية التداول أيضًا، عوضًا عن ضرب الرابط الحضاري الأصيل بالأمة العربية التي ما نحن الا قاطرة في قطارها كما كان يردد المفكر الكبير خالد الحسن.
قال “نتنياهو” بلاءاته الكثيرة بوضوح “لا حماسستان ولا فتحستان”، ولا دولة فلسطينية، والأولَى قطع دابر مقدمة الدولة أي لا سلطة وطنية فلسطينية على قاعدة أنّ الكل يعمل في الإرهاب!؟
فإن كان حُب فلسطين أو النضال بأشكاله المختلفة هو الإرهاب فهذه بدعة جديدة لتصنيف الحب!
وإن كان القصد هو تدمير أو ترويض الثقافة الوطنية الكفاحية وتدجينها لتقبل بالمحتل سيّدًا أبديًا، فهذا ما يسعى له اليمين الإسرائيلي الفاشي ولن يقبله أحفاد صلاح خلف وأبوعمار وأحمد ياسين والشقاقي وجورج حبش وأبوعلي مصطفى، وعبدالرحيم أحمد وأبوالعباس. وحتى مَن تاهوا عن الطريق قليلًا سرعان ما سيعودون لحضن الوطنية الجامع أو نأمل ذلك.
أبوإياد وأبوالهول وقصة ذات دلالة
حدثني الأخ سامح عبدالمجيد أحد مساعدي الراحل صلاح خلف أبوإياد في قصة ذات دلالة، ويشهد عليها الأخ مروان عبدالحميد الأمين العام لاتحاد المهندسين: “إذ اختلف كل من الأخوين هايل عبدالحميد (أبوالهول) وصلاح خلف (أبوإياد) يومًا (وهما عضوا اللجنة المركزية للحركة ومسؤولان عن الأمن آنذاك) وعلا صوتيهما. ثم خرج كل منهما من الاجتماع غاضبًا، فتوترت الأجواء حولهما وانتشر الخبر. وكنتُ بذات الفترة مع أخوة آخرين في مكتب الأخ عبدالله الافرنجي (لاحقًا أصبح عضو مركزية) وإذ به يتلقى اتصالًا ولحقه اتصال ثاني بعد 10 دقائق. كان الاتصال الأول من الأخ أبوإياد وكان الاتصال الثاني من الأخ أبوالهول. حيث طلب أبوإياد عبر الهاتف من عبدالله ترتيب عشاء اليوم (أي ذات يوم المشكلة) أو على الغداء غدًا يدعو فيه أبوالهول دون أن يذكر لأبي الهول أن أبوإياد سيحضر الغداء! وكان الاتصال الثاني بنفس المضمون من الطرف الآخر للمشكلة أي أبوالهول طالبا الدعوة للغداء دون إعلام أبوإياد بحضوره!؟
فتعجّب كل من في المجلس، الذين وصلهم خبر الاختلاف وشهدوا المكالمتين، ومنهم من فاضت عينيه بالدمع. تطوع الأخ امين الهندي (أحد مساعدي أبوإياد آنذاك) الموجود بالجلسة للقاء الأخوين علّهُ يعرف المشكلة، فزار كل من القائدين في مكتبيهما تباعًا ولم يستطع أن يسمع من أي منهما كلمة ضد الآخر، فعاد بلا نتيجة.
في اليوم التالي وعلى الغداء -حيث حضر الجميع-كان الأخوين أبوإياد وأبوالهول يتلاطفان وكأن ما حدث بالأمس من اختلاف وغضب وصراخ لم يكن-وكل منهما يظن أنه صاحب الدعوة- فما كان بعد الغداء الا أن وقف الأخ عبدالله الافرنجي ليحدثهما والجميع عن حقيقة عزومة (وليمة) الغداء والاتصالين بالأمس وأن كل من القائدين بادر بحقيقة الأمر للمصالحة عبر العزومة.
هكذا كانت العلاقات الأخوية والمحبة أقوى وأكبر من كل الخلافات وحالات الغضب، وما هذا المثال الا نموذج تكرّر مثله العشرات أو المئات في تاريخ المقاومة الفلسطينية الطويل من أولئك المدارس التي تعلمنا منها.
“الهمج الرعاع” والاجتزاء والافتراء والسخرية والتضليل
إن الحملة الشعواء الجديدة تكاثرت لأن هناك (الهمج الرعاع) كما أسماهم علي بن أبي طالب أو(الإمعات جمع إمعة) كما أسماهم الرسول صلى الله عليه وسلم. أو من أسموا (الغوغاء) بالتاريخ الحضاري العربي الإسلامي حيث يتجمد العقل وتثور الانفعالات، ونجد المؤدلجين الذين لا يرون إلا أنفسهم في بوتقة حزبهم، والباقي لا شيء، كما نجد أصحاب الأجندات الخارجية…الخ فما بالكم والفضاء الالكتروني انكشف للجميع!
والى ذلك أو وراء العديد من الجهّال والحاقدين والعابثين جهات منظّمة ومؤسسات-سواء علموا وانخرطوا معها وأهدافها بقصد، أم لم يعلموا- تخصّصت بنشر الأكاذيب والإشاعات، وتعمّد التشوية المطلق أو الاجتزاء والبتر المهدّف للأفكار والمواقف، أو إحداث الخلط والبلبلة والفتنة وترسيخ الشِقاق وحالة التشاتم مثل المؤسسة الإسرائيلية الالكترونية المعروفة ببث الإشاعات ضد هذا والآخر، وهي نشِطة بدرجة لا تخطئها أي عين حين ندقق بالمكتوب.
وتجدون آلاف الصفحات على فيسبوك وغيره تطعن في حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح كما تطعن بالفصائل الأخرى مثل “الجهاد” و”حماس” وتطعن بالقائد س من “فتح” والقائد ص من “الشعبية” وبشكل مرذول لتخلق شرخًا أبديًا ضمن سياسة تعميق التحزب والإقصاء والكراهية.
قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾-الروم 8، فما لنا ألا نتفكر!؟
عودة على بدء إن من أسهل الأمور اليوم هو الاجتزاء أو الافتراء أو السخرية أوالتضليل أوالتشويه ثم الاتهام وهي مهمة الفاشلين أو العميان أو الحاقدين أوالفاسدين، ومن ورائهم المؤسسات المنظمة خاصة التابعة لحرب الإشاعات والتضليل الصهيوني ومن يسير على دربهم من فضائيات ومواقع وأشخاص.
ولن ننجح بالتخلص من أفكار هؤلاء وعبثهم أو حقدهم الا بالتوحّد نحو فلسطين، وبنور العقل والتفكّر الذي حضّنا عليه المولى عز وجلّ، والتعلم من النماذج القيادية الكبار، وبالوعي وتثقيف الذات وهو ما يجب ألا نتخلى عنه فالانفعالات والعواطف المهيّجة أو المشحونة سرعان ما تتغير، ويبقى العقل والقيم حصن المناضل والمقاوم والمؤمن.
Baker AbuBaker
writer & author
Palestine-Ramallah
https://bakerabubaker.net/
https://www.facebook.com/baker.abubaker