كرامي من الكورة: لا نستطيع الذهاب الى مجلس النواب بنتائج فيها مفاجآت لنتفاجأ بمرشّح تاريخه أسود او مجرم حرب او متطرّف قاتل على الهوية
نحن لسنا مكسر عصا ولن نقبل ولن نسكت على ما جرى من ارسال فضلات المدن الاخرى الينا وتابعت هذا الموضوع مع الاجهزة الامنية وسنتوجّه للقضاء
لبى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي وعقيلته السيدة جنان كرامي دعوة امين الكورة في تيار الكرامة مازن أيوبي، في دارته في ددة بحضور رؤوساء بلديات ومخاتير ووجوه اجتماعية وبلدية وعائلة الايوبي.
بدايةً القى صاحب الدعوة الأيوبي، كلمةً رحّب من خلالها بكرامي وعقيلته في دارهم وفي الكورة، واشاد “بفخرنا واعتزازنا بتيار الكرامة وبخطه العروبي الذي يعتبر ان القضية الفلسطينية هي اولى القضايا واهمها”.
وقال اننا “في تيار الكرامة كنا وما زلنا ثابتين على مواقفنا الوطنية والعروبية ومتمسكين بالشفافية وبالاستقامة التي نعتبرها النهج الذي نسير على هديه منذ الرئيس عبد الحميد والرئيس الشهيد رشيد والرئيس الراحل عمر كرامي رحمهم الله جميعاً”.
بعدها كانت كلمة للنائب كرامي شكر من خلالها” جميع الحاضرين وخصّ بالشكر السيد مازن أيوبي على دعوته”، كما أشاد ب” عائلة الأيوبي لانتماءها السياسي والعروبي وما تمثّل هذه المنطقة الموجودة على كتف طرابلس”.
وقال: “انا أعتز وأفتخر أنني بينكم اليوم، بين هذه العائلة الأيوبية الكريمة بما تمثّل من مبادئ وقيم وتراث، ولكن الأهمّ أنكم سلالة الأمير صلاح الدين الايوبي، انتم أمراء بأخلاقكم ووفائكم والتزامكم، ولكن لنعود للتاريخ وربطه بالحاضر والمستقبل، لنا كأمة نقول ان هذا التراث لمع وبرق بتحرير فلسطين والمسجد الاقصى، وبأذن الله في هذه المرحلة يكون هذا اللقاء بادرة تفاؤل ووجه خير على ما يجري في غزة وفلسطين لان كل ما يجري هو استمرار للمعركة التي بدأت مع صلاح الدين الايوبي ولم تنتهِ الى اليوم”.
وأضاف: “نسمع اليوم بعض الآراء تقول ان “العين ما بتقاتل مخرز” وبمعنى آخر ك ما الذي يربطنا بالقدس؟ وما الذي يُجبرنا على التدخل بفلسطين؟ جوابنا واضح، ليس هناك من شئ بهذه الدنيا يأتي من دون تضحيات ومعارك، اجدادنا ضحوا كثيرا، الروح واحدة والحياة واحدة، ولن يأخذ الحياة والروح سوى الله سبحانه وتعالى، ولكن الكرامة اذا رحلت لن نجد من يستردّها”.
واردف: شعارنا “الكرامة أغلى من المال” وهو الشعار الذي أطلقه الرئيس عمر كرامي رحمه الله في الانتخابات التي خاضها بوجه حيتان المال، وعاد ليختم حياته بالقول “الكرامة أغلى من الحياة”، نعم كرامتنا وعزتنا وفلسطين وعروبتنا والقدس والمسجد الاقصى أغلى من الحياة، واهم من يعتقد ان ما يحصل في المسجد الأقصى وغزة لن ينتقل الينا، ولو شعرت اسرائيل ان الامور متجهة لمصلحتها لا سمح الله، فمن المؤكد اننا سنكون الوجبة الثانية بعد غزة، لذلك ما يجري اليوم في جنوب لبنان من تضحيات وصمود ومقاومة له الكثير من الإيجابيات”.
وتابع: “من هنا أريد الرد على كل الذين يريدون إحباطنا بقولهم “كيف لنا نحنُ مُحاربة إسرائيل”؟ جوابي هو ان لهذه المعركة ايجابيات كثيرة اولها ضرب الفتنة السنية الشيعية القائمة منذ العام ١٩٨٩ التي استمرت وتغذّت على حروب وانقسامات واغتيالات وفساد من العراق الى لبنان، حتى اتت معركة غزة وكشفت كل الوجوه، ولاول مرة نرى السنّة في المقدمة يحملون راية القدس وتحرير فلسطين والكل يسير خلف هذه الراية، كما اننا للمرة الاولى ايضاً نرى وحدة اسلامية حقيقية حول القضية المركزية التي تعنينا جميعاً، سنّةً وشيعةً وكل المسلمين”.
اضاف كرامي: “ثانيا ولاول مرة منذ فترة طويلة جدا جدا نرى وحدة اسلامية مسيحية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهذا الموضوع تم العمل على افشاله كثيرا وما هو واضح انه بدأ يزعج الذين استثمروا وزرعوا ورسموا بأذهانهم واستفادوا من الفتنة الاسلامية – المسيحية والفتنة السنية – الشيعية، هؤلاء بفكرهم الميليشياوي لا يستطيعون العيش الا على التقسيم والفدرالية والدمّ”.
تابع: “ثالثاً الوحدة العربية، لاول مرة نرى موقف عربي واضح بقيادة المملكة العربية السعودية، ولمن يسأل اقول ان السعودية جمعت العرب في القمة العربية والمسلمين في القمة الاسلامية في أول المعركة وحدّدت الأهداف والسقوف، وكلنا نعلم الضغوط الجدية على المملكة العربية السعودية للذهاب نحو التطبيع، والكل مُدرك اننا كنا قاب قوسين او ادنى من موضوع التطبيع، ولو حصل ذلك حينها لكنا “العوض بسلامتكم” على فلسطين والعروبة وكل ما نحلم به من وحدة عربية ومسجد أقصى. جاءت ملحمة طوفان الاقصى وصمدت المقاومة، ودعت السعودية لهذا المؤتمر وحددت الثوابت الواضحة، ونحن نؤيد هذه الثوابت، فلسطين بحدود الـ ٦٧، فلسطين دولة كاملة جيشاً ومرافئ عاصمتها القدس، هذه التركيبة إن حصلت وخذوها منّي انه في خلال ٥ سنوات ستنتهي اسرائيل بالديموغرافيا ومن خلال الشعب والناس”.
اردف كرامي: “رابعاً تم إعادة القضية الفلسطينية للوجدان العالمي، لاننا منذ ٣٥ سنة ويتم إلهاؤنا بصراعاتنا الداخلية ان كانت سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، الخ.. اتى طوفان الأقصى ليلغي كل شئ، اعادت قضية فلسطين الى اول سلّم الأولويات، وأحيت العنفوان في نفوس الجيل الجديد. فإبني مثلاً كنت دائماً احاول التحدث مع اولادي عن فلسطين والعروبة، تلك اشياء لم يُعايشوها، اول اسبوع بعد طوفان الاقصى وجدته يركض في أرجاء البيت ويغنَي “انا دمّي فلسطيني”!!
وطبعاً لا يمكننا ان ننسى المظاهرات في اوروبا وافريقيا والاهم في الولايات المتحدة، جيل كامل في الولايات المتحدة الامريكية وفي افضل الجامعات في العالم طلابها خلال حفلة التخرّج يلبسون الكوفية الفلسطينية. اذن لولا التضحيات والدماء لما وصلنا لهذه النتيجة اليوم، واعود وأكرر لا ياتِ شئٌ بدون تضحيات ففي الجزائر يُقال مليون شهيد، نحن وحسب دراساتنا هم أكثر بكثير، صبروا وجاهدوا واستشهدوا لكي يأخذوا استقلالهم، وأخذوه، وسننتصر بإذن الله”.
وتوجّه كرامي: “للمتخاذلين المتصهينين العملاء الذين يقولون عن الطائفة السنية ويضربون المثل بمدينة طرابلس انها لم تتظاهر نصرةً للقضية الفلسطينية، وهذا الكلام منقول عبر صديق لهم من مدينة طرابلس، أقول له حرفياً: (لتقدر تحكي عن طرابلس لازم تكون مارق عليها شي نهار وبتعرف اهلها!) ناهيك عن تاريخك مع أهل طرابلس من قطع للطرقات وإقامة الحواجز والقتل على الهوية واغتيال زعيم هذه المدينة”.
تابع: “طرابلس بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها مع القضية الفلسطينية، طرابلس وكل لبنان ليس بحاجة للتظاهر لان لبنان بالمواجهة ويُقاتل، ومن يُقاتل كل العالم عليه التظاهر لأجله كلندن وباريس وامريكا، نحن كلنا في المواجهة والسنّة تحديداً مناصِرين لهذه القضية بكل ما اوتينا من امكانيات، لذلك اقول: (ما حدا ينظّر علينا من دون علم واحصاءات وانتخابات).
واضاف: “كنا سابقاً نتلقى الضربات ويتم الاعتداء علينا من دون اي ردة فعل، اليوم صحيح تدمرت البيوت ويسقط لنا شهداء، ولكن مقابل كلّ تدمير أصبح يواجهه تدمير عند العدو، “بيحرقوا منحرق، بيوسّعوا منوسّع”، الكيان الصهيوني يعيش اليوم حالة من الهلع ولأول مرة (احتار مين حابب يبلّ ايده بإسرائيل بكم صاروخ)”.
وتابع: “بدأ البحث جديّاً بموضوع الاتفاقات الدولية وواحدة منهم موضوع القرار ١٧٠١. هذا الموضوع منذ العام ٢٠٠٦ لغاية اليوم ولبنان لم يخرق هذا القرار بل اسرائيل هي من تخرقه جواً وبراً وبحراً وعبر الجواسيس والاغتيالات، هي من كانت تخرقه ويومياً، واليوم نرى أن البحث بات جدّياً على لسان الصهاينة يقولون نريد الخلاص وسننسحب من الأراضي المحتلة كمزارع شبعا”.
اما بخصوص الوضع بالداخل اللبناني، وقال كرامي: “نحن أمام مرحلة فيها الشق الانمائي والشق التشريعي والانتخابي.
في الشق الانمائي، للأسف نحن نعيش حالياً حالة من الهريان على كل المستويات ولكن تبيّن أن الشعب اللبناني قادر على التأقلم! فمن كان يقول اننا سوف نتأقلم بقضية سرقة الودائع في المصارف؟!!
ومن كان يقول اننا سوف نتأقلم عند وصول سعر صفيحة البنزين للمليون و ٧٠٠ الف ليرة؟!!
نرى أننا رغم كل شئ تأقلمنا وذلك لاننا نمرّ بمرحلة علينا تمرير الوقت فيها بأقل الأضرار المُمكنة، ولكن هناك قضايا نحن بحاجة لها ولا نستطيع التغاضي عنها، كالحالة التي نعيشها اليوم بكل لبنان وطرابلس تحديداً (لا كهرباء ولا مياه) فمن الذي يتوقّع صمود الناس في هذه الحالة؟!! من الواضح ان هذا الموضوع يتكرّر كل سنة في هذا الوقت بالذات! هم يعلمون ان هذه المصيبة قادمة، ويعلمون اننا لا نملك فيول، وسوف ينقطع قريباً، فماذا فعلوا؟!! لا شئ!!”.
وقال: “لذلك التقيت اليوم الرئيس نجيب ميقاتي وبحثت معه مطوّلاً بمشاريع تُعنى بالشمال وبمدينة طرابلس، وتوافقنا على مواصلة اتمام تلك المواضيع التي يلزمها متابعة حثيثة”.
وتابع: “النائب وظيفته نقل صوت الناس للسلطات التنفيذية، ونحن مرتبطون بسلطتين تنفيذيّتين وهما البلديات والحكومة، هذه الحكومة نالت ثقة المجلس السابق وهي حالياً مُستقيلة، وعندا تقصّر الحكومة والبلديات لن يجد المواطن مرجعاً للعودة اليه ليشكوا همومه سوى النواب، ونحن ننقل وجهة النظر للحكومة والبلدية، ولكنهم ان لم يتصرّفوا ماذا بإمكاننا ان نفعل؟!!
وأوضح “اننا نبذل قصارى جهدنا، في شتى الملفات الصحية او التربوية عبر مؤسساتنا، ولكن الكل عليه أن يعلم انه لا يوجد أي مؤسسة قادرة على ان تقوم مكان الدولة اللبنانية”.
وأضاف: “ولا ننسى الموضوع الأمني الذي هو موضوع أساسي بالنسبة لنا ونسعى جاهدين مع القوى الأمنية رغم رواتبهم الزهيدة، نشكرهم طبعاً لانهم يقومون بجهدهم”.
تابع: “وأيضاً موضوع المخدرات هذا الموضوع الخطير جداً الذي يلزمه مُعالجة وتوجيه من المؤسسات الدينية أو غيرها، نعمل على علاجه وباذن الله ستكون لنا خطوات قريبة”.
وتابع: “اما اليوم فقد تفاجانا بموضوع فحواه إرسال فضلات من مدينة جبيل ورميهم في مدينة طرابلس!
اقول: “نحن لسنا مكسر عصا، لن نقبل ولن نسكت. تابعت بنفسي هذا الموضوع مع الاجهزة الامنية، ولا أُخفي سراً، جديّاً انا أفكر برفع دعوى قضائية، فـ هم يريدون السباحة بمياه نظيفة، يأتون بفضلاتهم لرميها لدينا وكأننا لا يحقّ لنا السباحة بمياه نظيفة! كلنا بلد واحد ولا نريد لغيرنا الا كل الخير”.
وتطرق كرامي للموضوع الرئاسي، وقال: “هذه المواضيع كلها يلزمها مُتابعة كما قلنا، ولذلك نحن بحاجة الى سلطة فاعلة، ولنصل لسلطة فاعلة علينا الذهاب فورا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكننا انتخاب رئيس جديد للبلاد الا عبر الحوار”.
ليقول كرامي: “هناك وجهات نظر عديدة بهذا الموضوع، لعل أبرزها ممن يسمّون نفسهم مُعارضة ولا اعلم على أي اساس هم مُعارضة!! معارضة على ماذا؟! ولاجل ماذا؟! وأساساً أين السلطة التي يُعارضونها؟! هناك أُناسٌ خارج السلطة ومنهم انا مثلاً ماذا أُسمّي نفسي؟!! وانا دائماً أُطالب وانتقد الحكومة ليس بُغية الشتائم بل للحصول على الافضل للبلد، مثلاً أنا ومجموعة النواب التي انتمي لهم لم نصوّت على الموازنة، ماذا يُسمّوننا مُعارضة أم موالاة؟!!
بغض النظر عن التسمية، يقولون ان الحوار هرطقة وليس هناك سابقة للحوار واذا قبلنا بالحوار بموضوع رئيس الجمهورية سيسري هذا العرف على كل المواقع! صدقاً إمّا ان هناك سذاجة او سخافة او انهم يستغبون الناس، لأننا في لبنان دائماً ما كان يجمعنا الحوار ولكن قالوا لا نريد تسميته حوار بل تشاور!! بل وسمعنا أيضاً عبارة (نتداعى الى مجلس النواب)، يعني نذهب الى مجلس النواب ونتلاقى بالصدفة؟!!
أضاف: “الحقيقة يجب قولها للناس، لا نستطيع الذهاب الى مجلس النواب بنتائج فيها مفاجآت لنتفاجأ بمرشّح تاريخه أسود او مجرم حرب او متطرّف قاتل على الهوية، لا لن نقبل، هذا لبنان.. كل ما نطلبه الذهاب للحوار بشكل راقِ ونتحاور مع كل الاطراف على أسماء مطروحة، حينها نذهب لمجلس النواب ونُبقي الجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس”.
وختم: “شعورنا المقرون باليقين ان هناك من يراهن ان هذه الحرب في غزة سوف تنتهي لمصلحته ليفرض شروطه على الشعب اللبناني، نقول لهم: “لم تستطيعوا فعلها لا سنة ١٩٨٢ ولا سنة ١٩٨٩ واليوم سنة ٢٠٢٤ موقفنا عروبياً وإسلامياً ووطنياً أقوى بكثير ولن نسمح لكم بفعلها. وسترون انه عند وصول كلمة السر اليكم ستعودون للذهاب للحوار وسنتّفق، لان هذا البلد المبني على فكرة التوافق والحوار والتشاور لن يستقيم من دون هذه الثوابت، لان البديل عن الحوار هو الاقتتال والفتنة، لذلك نحن لن ننجر لا للاقتتال ولا للفتنة وسنبقى متمسكين بالدستور، وروح الدستور هو الحوار اليوم”.