في خِتامِ كلَ لِقاء l المحامي عبدالله الحموي
سألتهُ: ما الذى تُرِيدُهُ بَعَد؟
قال: أمَلٌ قريبٌ مني يَبتَعِد.
قالت: أما تعبتَ مِن التكرار؟
قال: في الإعادَة أمر مفيد.
قالت: يمتلِىْ الكونُ رجالاً ونساء.
قال: لا أرى غيرِكِ مِن النساء.
قالت: مشكِلَةٌ بينكَ ونفسِك. لن أسمَعَ مِنكَ المَزيد.
قال: لِمَ تَناقِشينني إذن؟
قالت: كى تَكُفَ عم كلامٍ لا مَكانَ لَهُ بين زَميلَة وزميل.
قال: ألم تُلاحِظي أوجه الشَبه بين لَفظَتَيّ: ” زميلةً” و” جميلة”؟
قالت: أرِحني مِن متاهاتِكَ اللُغَوِية؟ لا رابِطَ بين الكَلِمَتين.
قال: بل يَجمَعهُما رابِط “إدغام” يُخفي كلمَة “زميلة” أم تُفَضلين أن يَحصل العَكس؟
قالت: كلامُكَ يُسبِبُ لي الصُداع.
قال: دَليلٌ هذا على قُربِ الشفاء.
قالت: دائي الوحيد كابوس يَتَمَثَلُ بِك.
قال: ألا يصنَعون من الداءِ دواء؟
قالت: مُستَحيل, ما أنا بضعيفة.
قال: وَهل يَضعَفُ أمامَ الحُب إلا الأقوياء؟
قالت: كلامٌ عفا عليه الزمن. نَحنُ في عصر المُساواة.
قال: بئس عصر لا يتملك فيه الحَبيبُ حبيب.
قالت: على رِسلِك, متى صِرتُ وإياكَ حبيبين؟؟
قال: مِن جانِبي أخَذتُ القَرار. وما عَليكِ إلا أن تَقومي بالصَواب.
قالت: أكرَهُ أحياناً أني جميلَة. يَجُرُ الجمالُ على صاحِبَتِهِ مشاكِلاً وويلات.
قال: ليس حين يصون الجمالَ ويذود عنهُ مُحِب.
قالت: ها أنتَ تَعودُ الى نغمَتُكَ القديمة.
قال: وهَل يُوسَمُ بالقِدَم ما هُوَ مستَمِر؟
قالت:لا يُجدي مَعكَ جِدالٌ. غُص في أحلامِ اليَقَظَة وَحدَك, وليَكُن هذا آخر لقاء.
قال: عبارَةٍ أحفظُها عن ظاهِر قلب. أم نسيتِ أنك تُرَددينَها في ختام كُل لقاء؟؟