الصنف الأول من أحاديث الطاعة للأمير : \ محمد أسوم
أحاديث عامة لا تحمل إلا على الطاعة بالمعروف ..
…
هناك أحاديث ورد فيها الأمر بطاعة ولي الأمر بشكل عام، دون أن يحدد الرسول عليه الصلاة والسلام حالته في حكمه إن كان عادلا أو ظالما ..
وهناك احاديث تحض على طاعة الأمير بشكل عام مهما كان لونه أو شكله أو أصله
وهناك أحاديث تحذر من غدر الأمير ونقض بيعته ، أيضا دون تحديد حالته في الحكم ..
كل هذه الأحاديث يستخدمها مشايخ السلطان بقوة لإخضاع الجماهير لحكم الاستبداد ..
يوهمون الناس أن المقصود بالأمير والسلطان في الأحاديث هو رئيس الدولة الحالي !!!
أمثلة :
- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَد أَطَاعِني، وَمَنْ عَصى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي) متفق عليه
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ . رواه البخاري 7142 .
- عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ إِنَّ خَلِيلِى أَوْصَانِى أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ. رواه مسلم 4861
- أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ». أخرجه أبو داود – (4 / 329) برقم (4609 ) والترمذي(2676
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ) رواه مسلم
-ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) رواه مسلم
■■ هذه الأحاديث كلها تحمل على طاعة الأمير. إذا كان طائعا لله ولرسوله ، قائما بأمر الله ، حريصا على دين الله ، أمينا على مصالح المسلمين ..
وذلك لأن الله تعالى نص على ذلك في القرآن الكريم فقال :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا..
وقال تعالى :
إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰكِعُونَ…
ولأن رسول الله صلى الله قال : لا طاعة إلا في معروف ..
وبالتالي كل من يحاول تسخير هذا النوع من الأحاديث لخدمة سلاطين الجور والزور والفسق والفساد والظلم والاستبداد ، إنما هو ساحر من سحرة فرعون ، وشاهد للزور ، ومحرف للكلام عن مواضعه …..
يتبع
سلسلة مكافحة الاستبداد
محمد أسوم