انتهاء حربين وبدء الثالثة
بقلم / محمد الصالحي
وكيل محافظة شبوة
مثلت عملية طوفان الأقصى بداية لمرحلة جديدة في الصراع مع الكيان الإسرائيلي وأمريكا والغرب وحلفائهم في المنطقة من جهة، ومحور المقاومة من جهة أخرى. هذه العملية كانت إعلاناً بانتهاء حربين خاضهما المحور سابقاً: حرب الوكالة والحرب الانفرادية.
في حرب الوكالة، كان وكلاء إسرائيل وأمريكا هم من يواجهون المحور بدلاً من الكيان والغرب، بدءاً من الحرب العراقية الإيرانية وصولاً إلى كافة الحروب والصراعات التي شهدتها الدول والمناطق التي يتواجد فيها محور المقاومة بعد ثورات الربيع العربي. ومع فشل وكلاء الكيان والغرب في مواجهة المحور، انتقل الصراع إلى مواجهة مباشرة بين المحور والكيان والغرب. بهذه الخطوة، انتهت حرب الوكالة ومعها انتهت الدعايات والشعارات التي كان يرفعها وكلاء الكيان والغرب لتأجيج الشارع العربي ضد المحور، سواء كانت وطنية أو قومية أو مذهبية.
أما الحرب الانفرادية، فكانت تتميز بمواجهة أطراف المحور للكيان والغرب ووكلائهم بشكل منفرد، مع وجود نوع من التنسيق أو الدعم المحدود بين أطراف المحور. عملية طوفان الأقصى شكلت نقلة نوعية في هذا الجانب، حيث تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين أطراف المحور وتنسيق العمليات الهجومية بشكل جماعي. هذا التحول جعل المحور يخوض الحرب بشكل جماعي، وهو ما كان يخشاه الكيان والغرب ووكلائهم في المنطقة. الآن، أي اعتداء على أي طرف من أطراف المحور سيعتبره بقية الأطراف اعتداء عليهم، مما يعني أن المحور انتقل من مرحلة التنسيق والتعاون إلى مرحلة الدفاع المشترك، وبالتالي انتهت مرحلة الحرب الانفرادية.
وكيل محافظة شبوة