لبنان

إفطار هيئة قضاء طرابلس في التيار الوطني الحرّ: لقاء جامع يؤكّد على العيش الواحد والإنماء المتوازن

في مشهد يجسّد روح طرابلس الحقيقية، ” مدينة العلم والعلماء” ، نظّمت هيئة قضاء طرابلس في التيار الوطني الحرّ إفطارها السّنوي، الجامع في الشكل والمضمون مختلف أطياف المدينة: رجال دين، فعاليّات طرابلسية وفعاليّات نقابيّة. الحدث لم يكن مجرّد لقاء رمضاني، بل منصة للإنفتاح على قضايا المدينة ومطالبها الإنمائيّة والاجتماعيّة.

افتُتح الإفطار بكلمة عضو هيئة القضاء، الأستاذ محمد رجب، الّذي شدّد على أهميّة اللّقاءات الجامعة الّتي تعيد التّأكيد على موقع طرابلس كحاضنة للتّنوّع والتّفاعل الإيجابي بين مكوّناتها. ثمّ تلاه منسّق القضاء داني سابا، الّذي سلّط الضوء على مقوّمات طرابلس الإنمائيّة الموجودة في العاصمة الثانية، بدءًا من مرفئها الدّولي، إلى معرض الرّئيس الشّهيد رشيد كرامي، مرورًا بمحطة كهرباء دير عمار، وصولًا إلى معالمها الدّينيّة المختلفة الّتي تعكس هويّتها الجامعة.
وفي بُعدٍ وجداني، لفت سابا إلى الرّمزيّة العميقة الّتي حملها، هذا العام، تزامن شهر الصّيام لدى المسلمين مع فترة الصّوم المسيحيّ، ما يعزّز صورة طرابلس كمدينة تتجلّى فيها القيم الرّوحيّة المشتركة، وكمدينة متجذّرة في التّعددية والانفتاح، بعيدًا عن محاولات العزل والانغلاق والتّقوقع كجزيرة منفيّة كما يحاول البعض تصويرها وإظهارها.

أمّا الكلمة المركزيّة لرئيس التيار الوطني الحرّ، النّائب جبران باسيل، فجاءت داعمةً لكلّ ما سبق من كلمات ومؤكّدةً على مفهوم العيش الواحد القائم على التّوازن والمساواة، حيث يعترف كلّ فرد بحقّ الآخر في الاختلاف، وبحريّته في المعتقد، لأنّ هذا هو الأساس الطّبيعي لتطوّر المجتمعات.
وأمام التّحديات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي تعصف بالبلاد، فقد شدّد باسيل على ضرورة التّحلي بالوعي والحكمة والمحبّة، لأنّ التآخي بين اللّبنانيّين هو السّلاح الأهمّ في مواجهة كلّ محاولات التّفريق والتّفتيت.

الإفطار لم يكن مجرّد مناسبة اجتماعيّة دينيّة، بل رسالة واضحة بأنّ طرابلس، بمسلميها ومسيحيّيها، بمثقفيها ونقابيّيها، تبقى قلبًا نابضًا بالحياة والتّفاعل، وستبقى دائمًا “مدينة العلم والعلماء”. وستبقى المدينة البارزة اللّامعة كما عُرفت على مرّ التّاريخ، مدينة نابضة لا كما يُريد البعض تصويرها كمدينة منفيّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى