باسيل يتقدم بالتعازي من عائلة المغدور باسكال سليمان
بدأ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حديثه، بعد اجتماع المجلس اليساسي، بالتقدم بالتعازي من عائلة المغدور باسكال سليمان منسق قضاء جبيل ومن حزب القوات اللبنانية وسائر اللبنانيين. وأبدى تقديره لكلام زوجة المغدور، المسؤول والذي ينمّ عن ايمان مسيحي حقيقي وعن وعي وطني كبير، ولأخيه الذي اتصل بباسيل منذ وقوع الحادث طلبًا للمساعدة كأخ محبّ.
باسيل أشار الى ان الجميع عمل طيلة ليل الأحد ونهار الاثنين لمحاولة انقاذ بسكال، “وهذا واجبنا”، وتجنيب البلد، خطر الفتنة الداخلية. وأضاف أنه تابع بالدقائق مع الأجهزة المختصة ولمس حرصها الكبير، وهي مسؤولة ان تكشف بكل شفافية كل نتائج التحقيق، لأن من حقّ اهله وحزبه وكل اللبنانيين معرفة حقيقة الجريمة ودوافعها واسبابها، وحق الجميع ان يشكّ اذا ما كانت الدوافع سياسية او لا، وليس مجرّد صدفة لسرقة سيارة من عصابة سيارات مع ثبوت هذا الأمر لتاريخه وهنا يقع واجب الجيش اللبناني ومسؤوليته ومن بعده القضاء اللبناني ان يكشف الجريمة ويعاقب من ارتكبها، ومسؤولية الجيش والقوى الأمنية فرض الأمن في البلد ومنع جرّه للفتنة.
باسيل أكد أن ما حصل جريمة مروّعة ويجب استخلاص العبر منها :
أولًا : الألم كبير كلما خطف مواطن وتهدّدت حياة او حريّة، ولكن يبقى منطق الدولة واجهزتها ومؤسساتها والقضاء والعدالة وحده خشبة الخلاص كي تعرف الأجيال التي لم تعش الحرب ان ضرب الدولة عمداً بمخططات خارجية – داخلية هو الذي تسبب بالحروب التي قضت وتقضي على مئات الآلاف، وهذا الأمر الذي يجب منع تكراره؛ والذي لا يريد أن يتّعظ فهو هاوٍ او ساعٍ للاستثمار بالفتن والتحريض وتوجيه الاتهامات جزافاً وعشوائياً.
ثانيًا: الأمن الذاتي لا يجوز استسهاله وتطبيقه طالما لا تزال المؤسسات الامنية الرسمية بدءًا بالجيش، تقوم بمهامها وقادرة أن تحمي وتطمّئن. الأمن الذاتي هو ليس فقط عودة للميليشيا، بل هو فتح الباب للعصابات في كل مدينة وبلدة وشارع، وهو تفلّت امني سيضرب كل مواطن لبناني لا يرغب ولا يريد الاّ الدولة والشرعية والقانون العام وليس القوانين العرفية الخاصة.
ثالثًا: هذه الجريمة المروّعة، مهما كانت دوافعها، ولو كان ظاهر من الآن انّها للسرقة، هي نتيجة لعبة امم – لعبة خارجية مع تواطؤ داخلي وابقاء ما يزيد عن مليوني سوري في لبنان، مع ما يعني ذلك من مخاطر وجودية على لبنان، من بينها مخاطر امنية متل ما حصل مع باسكال وآخرين.
باسيل نبّه ان الخطر الأمني من جراء النزوح لا يعني الانتقام معنويّا او جسدياً من النازحين السوريين لأن هذا الأمر يولّد فتنة كبيرة في لبنان بين اللبنانيين والسوريين، اضافة الى تخريب علاقتنا مع شعب هو جار وصديق وقادرين أن نبني معه مستقبلًا جيّدًا، اضافة لعلاقاتنا كلّنا كلبنانيين مع عمّال سوريين يسدّون الكثير من حاجاتنا في العمل، ونبني معهم علاقات انسانية اخوية طيّبة. الحل هو بالضغط والعمل الفعلي لإعادة السوريين الى بلادهم بالعمل والفعل وليس الكلام.
وفي هذا الإطار، ذكّر باسيل بمئات المؤتمرات والتوصيات والقوانين والقرارات التي تقدّم بها التيار والتي تؤمّن شرعاً وقانوناً وحقاً عودة كريمة وآمنة وسريعة للسوريين الى بلدهم، بدل فتح الحدود البرية لدخول المزيد منهم، وإغلاق الحدود البحريّة لمنع خروجهم من لبنان، بالإضافة الى استقبال نازحين سوريين عائدين من اوروبا الى لبنان. هذا الى جانب مئات المحاضر الخاصة بمجلس الوزراء ومجلس النواب ولجان وزارية واجتماعات خارجية ومؤتمرات صحفية طالب وقدّم التيار فيها مشاريع عمل فعلية لمنع الدخول ولتأمين العودة.
وكذلك الاتهمات بالعنصرية التي تعرّض لها التيار وعرائض موقّعة من نواب وسياسيين وصحافيين وثورجيين ضدّه بهذا الخصوص وأصوات الثورة من جميع تلاوينها: باسيل برا برا، نازحيين جوا جوا؟
بالإضافة الى المشاداة مع التيار داخل الحيطان الاربعة من معظم الاحزاب والقوى السياسية في لبنان، ومهاجمته العلنية في الاعلام والدفاع عن دخول السوريين وعن بقائهم في لبنان.
باسيل رأى أن جريمة قتل باسكال سليمان هي عبرة لكلّ من دافع عن دخول السوريين بدون اي قيد او شرط، ولكلّ من وقّع على عريضة ضدّه وضد التيار ولكلّ من صرّح، وكل هذا موجود بالأرشيف والفيديوات وبوسائل التواصل ولا نفع للتهرّب والتبرّؤ منه، معربًا عن مسامحته من تعرّض له، فالإساءة تصغر امام ، دماء باسكال سليمان، ولكن من يعوّض على اللبنانيين من سنة 2011 لليوم عدم تجنيبهم هذه الكارثة.
باسيل أكد رفض التيار كل رسائل الترويع ودعوات الثأر الفتنوية، وتمسّكه بكلام زوجة الفقيد او /الشهيد باسكال، وحذّر من اي مؤامرة لاشعال حرب في لبنان يريدها اعداء لبنان وشدد على أن جواب التيار على الجريمة هو اولاً بدعوة الدولة والأجهزة الأمنية والقضائية لتحمّل مسؤولياتهم “بحمايتنا كمواطنين لنا حق بالامن والحياة الكريمة و ما لنا الاّ الدولة وقوانينها”، وهو ثانياً الحل المتوفر اقّله من خلال البلديّات وقد عقد التيار مؤتمرات واتصل بكل الأحزاب مناطقياً ووطنياً ودعا لاخراج السوريين المخالفين من البلدات قانوناً وليس عنفاً.
هذا العمل الجدّي، وعدا ذلك هو مخاطرة كبيرة على لبنان واستثمار سياسي لا طائل منه.
باسيل أشار الى أن التيار الوطني الحر يناضل من اجل اصلاح الدولة وتقويتها وليس تخريبها.فالمسيحيين يطالبون بدولة قوية تحميهم- وكل اللبنانيين يجب ان يكونوا تحت هذه الدولة، وكلهم يجب ان يتعلموا درسًا ولا احد في موقع اعطاء درس لأحد. وأضاف: “امّا خطاب الكراهية والتحريض وشد العصب الطائفي فهو مرفوض لأنه يضرب السلم الأهلي ويدفع البلد الى فتنة تنهي الدولة وتشعل حرباً لن نقبل بأن يجرّنا احد اليه”.
باسيل شدد على ان التيار يجهد وهو يختلف مع كثيرين ومنهم حزب الله في موضوع حماية لبنان من حروب الخارج، فكيف لا يقاتل لمنع اندلاع الفتنة في الداخل؟ وقال:”نحن نجهد لمنع الحرب من الخارج، ولمنع الفتنة من الداخل ولكن بكل الأحوال لا يجوز الظلم على أحد “.
باسيل انتقل الى موضوع إضافة جهد لمنع اسرائيل من شنّ الحرب، حيث كشف أنه كرئيس للتيار حضّر وارسل رسائل وكتب بخصوص منع الحرب، تأتي في السياق نفسه لمنع الأذى والضررعن اللبنانيين وحمايتهم من اليأس والألم والفقر، موضحًا أن التيار وجّه رسائل من خلال رئيسه الى سفراء الدول الخمسة عشر في مجلس الأمن( 5 دائمة العضوية و10 منتخبين)، والى الدول الاساسية في قوات اليونيفيل، والى دول اللجنة الخماسية (تحديداً قطر والسعودية ومصر)، والى دولة الفاتيكان، والى دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي والى دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والى وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، يطالب فيها بتحقيق وقف اطلاق النار في الجنوب بمعزل عمّا يحصل في غزّة، حتى لو اضطر الأمر الى اصدار قرار دولي بهذا الشأن يكون ملزمًا لاسرائيل وللبنان، ويستند القرار طبعاً لتنفيذ القرار 1701، ولا يناقضه ولا يلغيه اطلاقاً، انما يطالب بتنفيذه ويتمسّك بسيادة لبنان وحدوده، بحسب اتفاقية الهدنة عام 49، ويطالب بوقف اطلاق النار كمثل القرار الصادر بخصوص غزّة في 25 آذار 2024، والذي لم تلتزم به اسرائيل؛ وقد لا تلتزم بهكذا قرار، ولكن الفكرة هي الإثبات والتأكيد على ان اسرائيل هي المعتدية وهي الغاصبة وهي التي تفتك وتدمّر في لبنان وهي الخارجة عن الشرعية الدولية.
ومنعاً لأي تأويل ليس في مكانه، ذكّر باسيل بالنقاط التالية:
أولًا: الهدف واحد وهو عدم التوسّع بالحرب ضدّ لبنان وهذا امر يجمع عليه الكثير من اللبنانيين وعلى رأسهم المقاومة وحزب الله، و الدول الصديقة للبنان كافة، فيما اسرائيل تريد جرّ لبنان الى حرب على مقاسها ورغباتها وقدراتها بما يلحق الأذى به، والجميع يعلم ان اسرائيل لا تحتاج الى ذريعة لتعتدي على لبنان، ولكن الكل مدعوّ الى اسقاط ذرائعها.
ثانيًا: التيار يرفض توسّع الحرب ولكن الدفاع عن النفس هو حق مقدّس اذا هاجمت اسرائيل لبنان وشنّت الحرب علينا، وعندها يصبح دعم المقاومة واجبًا وطنيًّا، فلا يحاول احد الاصطياد بالتباين القائم بين التيار وبين حزب الله حول وحدة الساحات وحول جدوى ان يكون لبنان منغمسًا في هذه الحرب وكلفتها عليه، مقابل النتائج التي يمكن جنيها. وأضاف: ” وهذا الخلاف لا يعني ان قلبنا لا يدمي عند سقوط كل شهيد من المقاومة وتدمير كامل او جزئي لأي منزل. موقفنا لا يعني الاّ حرصنا على كل عناصر قوّة لبنان والحفاظ على معادلة القوة والردع التي حمت لبنان منذ 2006 حتى اليوم ونحن نرى بأنّها تتراجع لصالح العدو .
موقفنا هو أيضًا تأكيد على ان جبهتنا الداخلية لن تكون ضعيفة كما يتمنى العدو الاسرائيلي اذا اراد شن حرب علينا، ولكنها تكون ضعيفة اذا فرّطنا بقوتنا الداخلية بضرب الدولة والمؤسسات والشراكة والوحدة الوطنية.”
ثالثًا : “نساند الفلسطينيين في مقاومتهم وفي سعيهم للحصول على دولتهم، والحري بنا هنا ان نحافظ على دولتنا واعادة تكوين السلطة فيها بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية سريعا، فدولة بلا رأس يتضعضع مجتمعها ويتسيّب امنها وامانها؛ انظروا ما حصل البارحة. فدولة بلا رأس ومن دون تضامن تفقد قدرتها على مواجهة عدو شرس يريد القضاء على نموذجها النقيض لنموذجه.”
أخيرًا ، أكّد رئيس التيار الوطني الحر أن كل ما يفعله التيار هنا هو المطالبة بتنفيذ الـ 1701 من خلال قرار دولي جديد يؤكّد عليه وحقّنا ان نطالب بوقف اطلاق النار وهذا لا يضعف لبنان ولا المقاومة، لا بل يمنع اي تراجع لهم. وأضاف :”ولمن اراد ان ينصحنا وينعتنا بالصديق، فهو صديق فعلاً، وعلينا تقييم منافع نصف الحرب لاحقاً وعلينا ان نتحاور طبعاً ودائماً، ولكن يا ليت الحوار والنقاش كان ويكون مع اصحاب العلاقة.
مقصدنا هو حماية لبنان وتقويته وليس اضعافه. نحنا لسنا على الحياد بين الحق والباطل واسرائيل هي الباطل ونحن الحق، ولكن نستشعر انقساماً في داخلنا وعلينا مواجهته وليس التفرّج عليه. غيرنا يهلّل للانقسام ويغذيه وينتظر الحرب، نحن نرفض التفسّخ الداخلي ونواجهه لترميمه.”
باسيل ختم سائلًا:” ألمْ يحن الآوان بعد لانتخاب رئيس ميثاقي وطني مقاوم واصلاحي؟ الم يحن الوقت لتنفيذ خطّة رحيل وعودة النازحين السوريين عن ارض لبنان؟”