
لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية
عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في طرابلس اجتماعه في مقر القوى الناصرية، وتداول المجتمعون في مختلف القضايا الوطنية والاجتماعية والمعيشية، وأصدروا البيان الآتي:
يعلن اللقاء أنّ الأزمة التي يعيشها لبنان اليوم ليست أزمةً ظرفيةً أو إدارية، بل هي نتاج منظومةٍ طبقيةٍ ريعيةٍ حاكمة، تحالفت فيها المصارف مع الزعامات الطائفية، فحوّلت الدولة إلى شركةٍ خاصةٍ للنهب المنظّم، وأفقرت الناس ونهبت أموالهم وعمّقت التبعية للخارج، فيما تُركت الطبقة العاملة والكادحون يواجهون الجوع والعوز بلا حمايةٍ ولا حقوق.
ويستنكر اللقاء استمرار المرشحين في الاستحقاق الانتخابي القادم ببيع الوهم لأبناء طرابلس عبر سلاسل الوعود المكرورة، في وقتٍ لم يحرّك أيٌّ منهم ساكنًا لتفعيل قدرات المدينة، التي تمتلك مرفأً من أهم المرافئ على المتوسط، ومصفاةً للنفط، ومعرضًا دوليًا، وطريقًا دوليةً تربط لبنان بعمقه العربي.
لقد أمضى معظم النواب السابقين والحاليين سنواتٍ طويلة في مقاعدهم دون إنجازٍ يُذكر، مكتفين بخطاباتٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ ومناطقية، ومتغافلين عن القضايا الجوهرية: نهب أموال المودعين من قبل المصارف، وانفلات الأسعار، وارتفاع الضرائب والأقساط والمدارس والكهرباء، وتفلّت الأمن الذي يهدّد حياة المواطنين.
إنّ ما يجري في طرابلس ليس قَدَرًا، بل سياسة تهميشٍ ممنهجةٍ تستهدف المدينة وأبناءها، وتحرمهم من حقوقهم في التنمية والعمل والصحة والتعليم.
ويدعو اللقاء أبناء طرابلس وكل القوى الحيّة فيها إلى رصّ الصفوف وبناء جبهةٍ شعبيةٍ ديمقراطيةٍ تقطع مع النظام الزبائني، وتدافع عن مصالح الفقراء والكادحين.
كما يطالب اللقاء بإعادة أموال المودعين فورًا، ومحاسبة المتورطين في جريمة إفلاس الدولة والمجتمع، مؤكدًا أنّ السكوت عن النهب والتجويع خيانةٌ للأمانة الوطنية والطبقية، ولن يرحم التاريخ المتخاذلين.
يدين اللقاء بأشدّ العبارات تصاعد الغارات الجوية الصهيونية واتساع نطاق العدوان على لبنان، الذي بات يطال عمق شمال الليطاني والبقاع، مخلّفًا الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والبنى التحتية.
إنّ هذه الاعتداءات المتكرّرة تمثّل استمرارًا للمشروع الصهيوني – الإمبريالي الهادف إلى إخضاع لبنان وكسر إرادة المقاومة، في خرقٍ سافرٍ لسيادة الدولة وللاتفاقيات الدولية.
ويأتي هذا العدوان في سياق استغلال العدو للأزمة الداخلية اللبنانية ومحاولة فرض معادلات جديدة على حساب المقاومة والشعب.
ويحمّل اللقاء العدوّ الصهيوني كامل المسؤولية عن الجرائم المرتكبة بحقّ الشعب اللبناني، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى التكامل مع المقاومة والشعب في الدفاع عن الوطن، وتحرير الأسرى، واستكمال تحرير الأرض من رجس الاحتلال.
كما يؤكد اللقاء تضامنه الكامل مع غزّة العزّة والكرامة، ومع الأسرى البواسل، ومع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والعنصرية الصهيونية، مشدّدًا على أنّ المعركة واحدة في لبنان وفلسطين وكلّ المنطقة ضد الاستعمار وأدواته الرجعية العربية.
اكد المجتمعون إنّ طرابلس ستبقى صوت الناس وضمير الوطن، وحصن الانحياز لقضايا الفقراء والمقاومة والعدالة.
وستظل كما كانت دائمًا في طليعة النضال الوطني والقومي ضد الفساد والاحتلال والاستغلال.
ويدعو اللقاء جماهير المدينة وعموم اللبنانيين إلى مواجهة منظومة النهب والتبعية، وبناء بديلٍ وطنيٍّ تقدّميٍّ ديمقراطيٍّ يُعيد للوطن استقلاله وللشعب كرامته.
المجد للشهداء،
الشفاء للجرحى،
الحرية للأسرى،
والنصر حليف الشعوب المقاتلة.
