
حائز على 3 دكتوراه..شبه عاطل عن العمل، و” ذنبه” أنه علوي! \ كتب د. مصطفى الحلوة
الشيخ شادي عبده مرعي، الحائز على ثلاث شهادات دكتوراه: في اللغة العربية من جامعة القديس يوسف/ في الفقه المقارن من جامعة الجنان/ في التاريخ من جامعة بيروت العربية، وأحد الكُتّاب المرموقين والباحثين الموسوعيّين، وصاحب الفكر المنفتح، والذي نسج علاقات مودّة مع مختلف مكوّنات المجتمع الطرابلسي واللبناني، بات حرمانه من “جنّة” الجامعة اللبنانية يُشكّل قضية رأي عام أكثر منها قضية شخصيّة!
وعشيّة وضع اللمسات الأخيرة على ملفّ الأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية والمرشحين للتفرّغ، جاء هذاالملف، الذي يضمّ المئات خلوًا من أي علوي، ذلك أنّ التعاقد بالساعة مغلقٌ بابُه أمام العلويين الحائزين على الدكتوراه!
الشيخ شادي مرعي لم يَحظَ من عطاءات دولتنا إلّا على عدة ساعات تعاقد في التعليم الابتدائي، بصيغة مدرّس مستعان به، في إحدى مدارس القبة الرسمية (طرابلس). ومن سخريّة القدر و”علامات الساعة”، أنّه يتولى التدريس في الصف الأول الابتدائي!!
عشية “طبخة” ملفّ التفرّغ، قام د.مرعي بعدة إتصالات، مع المرجعيات المختصّة، فقيل له إنّ ضمّه إلى هذا الملف يحتاج إلى تخريجة قانونية!.. والسؤال: هل يُعدم المشرّعون لدينا إيجاد هذه التخريجة أو الاستثناء، وتاريخنا اللبناني حافلٌ بالعديد من التخريجات، على مدى العقود الماضية؟!
الشيخ الدكتور شادي مرعي، يكفيه ما عانى من مرض السرطان، حيث استؤصلت إحدى رئتيه!
إنّنا في عهد فخامة الرئيس العماد جوزيف عون، ودولة الرئيس القاضي الدكتور نواف سلام، ومعالي وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي نأمل أن تُقارب قضية الشيخ د.مرعي من منطلق الحق والعدالة، ومن منطلق حقه كلبناني، على غرار سائر أتباع الطواىف الأخرى.
وللعِلم، فإنّ مرسوم التفرّغ، الذي صدر في العام 2014، وبذريعة التوازن الطوائفي، فقد تمّ تفريغ العشرات من حاملي الدكتوراه غير متعاقدين بالساعة. إنّ ذلك يُشكّل سابقة، يُبنى عليها!