مقالات

دروس عظيمة جدا من انتصار غزة وانتصار سوريا : محمد أسوم

■ الدرس الأول : ثقتنا بوعد الله ،لا حدود لها
وعد الله فصدق وعده ، وأعز جنده…
((ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ))

لطالما شكك المشككون بهذا النصر ، ويئسوا منه ، وكانوا على ثقة بانتصار الأعداء على رجال الحق في غزة ، وبقاء الظالم في سدة الحكم في سوريا ..

وها هما ، نصران عظيمان دخلا التاريخ كيومين من أيام الله المجيدة ..

وكما. رأينا هذين النصرين ، سنرى بإذن الله قريبا فتح الأقصى وزوال الكيان الغاصب

■ الدرس الثاني : ننتصر بالله لا بقوتنا ..

كل الموازين العسكرية والمادية كانت تؤكد أن المقاومة في غزة ستنهار ، وأن الثورة في سوريا غير قادرة على تجاوز المحرر ..

لن يستطيع محلل عسكري واحد أن يعطي تفسيرا منطقيا ماديا لهذا الثبات في غزة ، أو لهذا الانهيار العجيب في جيش الأسد بحيث يتم فتح دمشق بالتكبير فقط

جنود الله هي التي تتدخل فتقلب كل الموازين وكل الحسابات
((وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا))
(( وما يعلم جنود ربك إلا هو ))

ومن جنود الله : تثبيت الأقدام ، السكينة ، تسديد الرمي ، الرعب في قلوب الأعداء ، تكثير المؤمنين في عيون العدو وتقليل العدو في عيون المؤمنين ، تدخل الملائكة …الخ

■ الدرس الثالث : القضاء على منظومة الظالم هو النصر الكامل ..

ليس المطلوب سقوط فرعون ، بل سقوط فرعون وهامان وجنودهما وآل فرعون وسحرة فرعون وملأ فرعون

لا خلاص من الطغيان إلا باجتثاثهم كما يفعل الثوار اليوم في سوريا ..
لا وجود لدولة عميقة ولا دولة ظاهرة
اذا سقط الظالم بنفسه ولم تسقط منظومته فسيواجه الشعب الثورات المضادة كما حصل مع ثورات الربيع العربي
((وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ))

■ الدرس الرابع : الشعوب تحتضن وتحمي المقاومة والثورة حتى تنتصر ، فاذا انتصرت صارت بحمايتها

وهذه المعادلة غائبة عن أذهان الكثير من الناس …
الشعوب هي التي تنصر وتعزّر المقاومين والثوار وليس العكس

وهذا ما طلبه الله تعالى من المؤمنين ..وهذا ما فعله الأنصار مع نبينا صلى الله عليه وسلم

وهذا دونه دماء وأشلاء وجراحات وتضحيات لا يعلم مداها إلا الله

لذلك لم تنتصر ثورة او مقاومة عبر التاريخ إلا بملايين الشهداء والجرحى والمشردين

((فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))

■ الدرس الخامس : لا يسقط الظالم إلا في ذروة طغيانه ، ولا ينتصر المظلوم إلا في ذروة يأسه وزلزلته

كان نتانياهو واثقا انه سيخرج عزيزا منتصرا من هذه الحرب ، بينما قال له أبو عبيدة ستأتي جاثيا على الركب تستجدي وقف إطلاق النار ..
جمع العالم كله خلفه ، لكنه خرج ذليلا مهانا مطلوبا للعدالة الدولية يجر أذيال الخيبة ويخضع لشروط المقاومة

وكان الأسد مطمئنا ، يرى ايران معه ، وروسيا معه ، وامريكا معه ، واسرائيل معه ، فيقتل شعبه ويعذبهم ويشردهم دون أن يفكر لحظة أن ساعة زوال حكمه قد أذنت ..

وكان أحمد الشرع في نظر العالم إرهابيا مطلوبا على رأسه جائزة كبيرة ، حياته مهددة في كل لحظة …إذا به اليوم رئيسا شرعيا لسوريا ، يتسابق قادة العالم على الاعتراف به وزيارته واستقباله ..

قضت سنة الله تعالى أن يأتي النصر مع الزلزلة وفي لحظات اليأس ، وذلك ابتلاء لقلوب المسلمين ، فيثبت المؤمنون ، وينقلب المذبذبون ، ويسقط قناع المنافقين
(( وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه ، متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ))
((حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ))

■ الدرس السادس : الانتصار الأكبر هو الانتصار الأخلاقي :

إذا انتصرنا عسكريا وسقطنا أخلاقيا ، فقد هزمنا ..

انتصارنا يكون بانتصار أخلاق الإسلام بالعفو والتسامح وإكرام الأسير والحفاظ على المرأة والطفل والشيخ المسن وعلى كل بريء ..

رأى العالم كله إجرام العدو في مجازره وتعامله مع الأسرى الفلسطينيين
ورأى العالم كله إجرام نظام الأسد في مجازره ومراكز التعذيب والتكبيس والتذويب

وفي المقابل رأى العالم معاملة الأسرى في غزة ، وكيف أن الأسيرات خرجن بصحة جيدة واحتفال وتكريم حتى ترددت الأخبار أنهن يردن البقاء لا العودة ..
كما رأى انتصار ثورة سوريا وحضاريتها وإنسانيتها بالعفو وتقبل الاعتذارات وعدم محاسبة غير المجرمين

هذا الانتصار الأخلاقي هو نور يضيء الدرب لملايين التائهين الباحثين عن الحق في بلادنا وبلاد الغرب

(( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين ))
(( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ))

■ الدرس السابع : الحضارات تبتلى لإثبات صدقيتها ..

وكانت غزة أكبر امتحان لحضارة الغرب التي ترفع شعارات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل ..
لقد سقطت هذه الحضارة سقوطا مريعا ، ولن تستطيع أن تعيد بريقها مرة أخرى ..
لقد ظهرت وحشية الغرب وهمجيته ونازيته وأحقاده التاريخية ، وهو يقوم بتأمين كل ما يلزم للعدو كي يقتل الاطفال والنساء والشيوخ والاطباء والمسعفين والصحفيين وكل المدنيين ..

كما ظهر نفاق الغرب في سكوته عن مذابح الأسد وعن حرائر سوريا المغتصبات في سجونه طوال ١٤ عاما …

إن لكل أمة أجل …
وطوفان الأقصى كان الأجل المحتوم لحضارة الغرب المزيفة …
عندما تسقط الحضارة أخلاقيا، يكون سقوطها المادي مسألة وقت ..

((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ))

■ الدرس الثامن : التشبث بالأرض والعمل على تحريرها جزء من إيماننا ….

كان مشهد العودة لأهل غزة مهيبا
اكثر من مليون غزاوي لم ينتظروا السماح للمركبات كي يعودوا ، بل زحفوا سيرا على الأقدام إلى ديارهم …

لقد كان مشهدهم يشبه مشهد النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين وهم يعودون إلى مكة ..
كانوا يكبرون الله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون عند دخول مكة ..

وكان مشهد العودة للسوريين إلى بيوتهم ، والنوم فيها وهي دون أسقف ودون أثاث ، مشهد من مشاهد التاريخ عن التشبث بالأرض والديار والتمسك بها ..

نحن أمة لا تترك أرضها للغاصبين ..
نحن أمة لا تستبدل أرضها ولا تتخلى عنها ..
نهاجر نعم ، لكننا نعود كالسيل الجارف إليها ..

((لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ))

■ الدرس التاسع : يخلد الفاتحون والقادة الشهداء ، ويذهب المنافقون إلى مزبلة التلريخ ..

في تلريخنا العظيم نذكر قادتنا الفاتحين ، نذكر سادتنا الشهداء..اما المنافقين فيذهبون الى مزبلة التاريخ

دخل قادة غزة وقادة سوريا التاريخ ..وكل الداعمين للعدو والمشاركين بالحصار ، والراقصين والشامتين ، فلن يجروا إلا أذيال الخيبة والخسران ، ولن يلقوا يوم القيامة إلا الخزي والهوان

((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))

محمد أسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى